إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين [ ص: 13 ] إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أي عن الإيمان بها . لا تفتح لهم أبواب السماء لأدعيتهم وأعمالهم أو لأزواجهم ، كما تفتح لأعمال المؤمنين وأرواحهم لتتصل بالملائكة . والتاء في تفتح لتأنيث الأبواب والتشديد لكثرتها ، وقرأ بالتخفيف أبو عمرو وحمزة به وبالياء ، لأن التأنيث غير حقيقي والفعل مقدم . وقرئ على البناء للفاعل ونصب الأبواب بالتاء على أن الفعل للآيات وبالياء لأن الفعل لله . والكسائي
ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط أي حتى يدخل ما هو مثل في عظم الجرم وهو البعير فيما هو مثل في ضيق المسلك وهو ثقبة الإبرة ، وذلك مما لا يكون فكذا ما يتوقف عليه . وقرئ « الجمل » كالقمل ، و « الجمل » كالنغر ، و « الجمل » كالقفل ، والجمل كالنصب ، و « الجمل » كالحبل وهو الحبل الغليظ من القنب ، وقيل حبل السفينة . وسم بالضم والكسر وفي سم المخيط وهو والخياط ما يخاط به كالحزام والمحزم . وكذلك ومثل ذلك الجزاء الفظيع . نجزي المجرمين .
لهم من جهنم مهاد فراش . ومن فوقهم غواش أغطية ، والتنوين فيه للبدل عن الإعلال عند ، وللصرف عند غيره ، وقرئ « غواش » على إلغاء المحذوف . سيبويه وكذلك نجزي الظالمين عبر عنهم بالمجرمين تارة وبالظالمين أخرى إشعارا بأنهم بتكذيبهم الآيات اتصفوا بهذه الأوصاف الذميمة ، وذكر الجرم مع الحرمان من الجنة والظلم مع التعذيب بالنار تنبيها على أنه أعظم الإجرام .