ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين
ولما جاءهم كتاب من عند الله يعنى القرآن مصدق لما معهم من كتابهم، وقرئ بالنصب على الحال من كتاب لتخصصه بالوصف، وجواب لما محذوف دل عليه جواب لما الثانية. وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا أي يستنصرون على المشركين ويقولون: اللهم انصرنا بنبي آخر الزمان المنعوت، في التوراة. أو يفتحون عليهم ويعرفونهم أن نبيا يبعث منهم، وقد قرب زمانه، والسين للمبالغة والإشعار أن الفاعل يسأل ذلك عن نفسه فلما جاءهم ما عرفوا من الحق. كفروا به حسدا وخوفا على الرياسة. فلعنة الله على الكافرين أي عليهم، وأتى بالمظهر للدلالة على أنهم لعنوا لكفرهم، فتكون اللام للعهد، ويجوز أن تكون للجنس ويدخلون فيه دخولا أوليا لأن الكلام فيهم.