وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله فإن محسبك الله وكافيك قال جرير :
إني وجدت من المكارم حسبكم . . . أن تلبسوا حر الثياب وتشبعوا
هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين جميعا .وألف بين قلوبهم مع ما فيهم من العصبية والضغينة في أدنى شيء ، والتهالك على الانتقام بحيث لا يكاد يأتلف فيهم قلبان حتى صاروا كنفس واحدة ، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، وبيانه : لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم أي تناهي عداوتهم إلى حد لو أنفق منفق في إصلاح ذات بينهم ما فى الأرض [ ص: 66 ] من الأموال لم يقدر على الألفة والإصلاح . ولكن الله ألف بينهم بقدرته البالغة ، فإنه المالك للقلوب يقلبها كيف يشاء . إنه عزيز تام القدرة والغلبة لا يعصى عليه ما يريده . حكيم يعلم أنه كيف ينبغي أن يفعل ما يريده ، وقيل الآية في الأوس والخزرج كان بينهم محن لا أمد لها ووقائع هلكت فيها ساداتهم ، فأنساهم الله ذلك وألف بينهم بالإسلام حتى تصافوا وصاروا أنصارا .