والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير
45 - والله خلق كل "خالق كل": حمزة وعلي دابة كل حيوان [ ص: 512 ] يدب على وجه الأرض من ماء أي : من نوع من الماء مختص بتلك الدابة أو من ماء مخصوص وهو النطفة ثم خالف بين المخلوقات من النطفة فمنها هوام ومنها بهائم ومنها أناسي وهو كقوله يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل وهذا دليل على أن لها خالقا ومدبرا وإلا لم تختلف لاتفاق الأصل وإنما عرف الماء في قوله وجعلنا من الماء كل شيء حي ؛ لأن المقصود ثم: أن أجناس الحيوان مخلوقة من جنس الماء وأنه هو الأصل وإن تخللت بينه وبينها وسائط قالوا إن الماء فخلق منه النار والريح والطين فخلق من النار الجن ومن الريح الملائكة ومن الطين أول ما خلق الله آدم ودواب الأرض ولما كانت الدابة تشمل المميز وغير المميز غلب المميز فأعطي ما وراءه حكمه كأن الدواب كلهم مميزون فمن ثم قيل فمنهم من يمشي على بطنه كالحية والحوت وسمي الزحف على البطن مشيا استعارة كما يقال في الأمر المستمر قد مشى هذا الأمر أو على طرائق المشاكلة لذكر الزاحف مع الماشين ومنهم من يمشي على رجلين كالإنسان والطير ومنهم من يمشي على أربع كالبهائم وقدم ما هو أعرق في القدرة وهو الماشي بغير آلة مشي من أرجل أو غيرها ثم الماشي على رجلين ثم الماشي على أربع يخلق الله ما يشاء كيف يشاء إن الله على كل شيء قدير لا يتعذر عليه شيء