وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا
60 - وإذا قيل لهم أي : إذا قال محمد عليه الصلاة والسلام للمشركين اسجدوا للرحمن صلوا لله واخضعوا له قالوا وما الرحمن أي : لا نعرف الرحمن فنسجد له، فهذا سؤال عن المسمى به ؛ لأنهم ما كانوا يعرفونه بهذا الاسم والسؤال عن المجهول بما أو عن معناه: ؛ لأنه لم يكن مستعملا في كلامهم كما استعمل الرحيم والراحم والرحوم أنسجد لما تأمرنا للذي تأمرنا بالسجود له أو لأمرك بالسجود يا محمد من غير علم منا به ، "يأمرنا" علي ، كأن بعضهم قال لبعض : أنسجد لما يأمرنا وحمزة محمد أو يأمرنا المسمى بالرحمن ولا نعرف ما هو فقد عاندوا ؛ لأن معناه: عند أهل اللغة ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في الرحمة ؛ لأن فعلان من أبنية المبالغة: تقول رجل عطشان إذا كان في نهاية العطش وزادهم قوله اسجدوا للرحمن نفورا تباعدا عن الإيمان