قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير
20 - قل يا محمد وإن كان من كلام إبراهيم فتقديره: وأوحينا إليه أن قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق على كثرتهم واختلاف أحوالهم لتعرفوا عجائب فطرة الله بالمشاهدة ، وبدأ وأبدأ بمعنى ثم الله ينشئ النشأة الآخرة أي البعث ، وبالمد حيث كان: مكي وهذا [ ص: 671 ] دليل على أنهما نشأتان وأن كل واحدة منهما إنشاء أي ابتداء واختراع وإخراج من العدم إلى الوجود غير أن الآخرة إنشاء بعد إنشاء مثله والأولى ليست كذلك والقياس أن يقال: كيف بدأ الله الخلق ثم ينشئ النشأة الآخرة وإنما قيل "كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة"؛ لأن الكلام معهم وقع في الإعادة فلما قررهم في الإبداء بأنه من الله احتج عليهم بأن الإعادة إنشاء مثل الإبداء فإذا لم يعجزه الإبداء وجب أن لا تعجزه الإعادة فكأنه قال ثم ذلك الذي أنشأ النشأة الأولى هو الذي ينشئ النشأة الآخرة فللتنبيه على هذا المعنى: أبرز اسمه وأوقعه مبتدأ وأبو عمرو إن الله على كل شيء قدير قادر