من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
23 - من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه أي: فيما عاهدوه عليه؛ فحذف الجار؛ كما في المثل: "صدقني سن بكره"؛ أي: صدقني في سن بكره؛ بطرح الجار؛ وإيصال الفعل إليه؛ نذر رجال من الصحابة أنهم إذا لقوا حربا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثبتوا؛ وقاتلوا حتى يستشهدوا؛ وهم عثمان بن عفان؛ وطلحة؛ وسعد بن زيد؛ وحمزة؛ وغيرهم؛ ومصعب؛ فمنهم من قضى نحبه ؛ أي: مات شهيدا؛ كحمزة؛ وقضاء النحب صار عبارة عن الموت؛ لأن كل حي من المحدثات لا بد له أن يموت؛ فكأنه نذر لازم في رقبته؛ فإذا مات فقد قضى نحبه؛ أي: نذره؛ ومصعب؛ ومنهم من ينتظر ؛ الموت؛ [ ص: 26 ] كعثمان؛ وطلحة؛ وما بدلوا ؛ العهد؛ تبديلا ؛ ولا غيروه؛ لا المستشهد؛ ولا من ينتظر الشهادة؛ وفيه تعريض لمن بدلوا من أهل النفاق؛ ومرضى القلوب؛ كما مر في قوله (تعالى): ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار