الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون

                                                                                                                                                                                                                                      45 - وإذا ذكر الله وحده ؛ مدار المعنى على قوله: "وحده"؛ أي: إذا أفرد الله بالذكر؛ ولم تذكر معه آلهتهم؛ اشمأزت ؛ أي: نفرت؛ وانقبضت؛ قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه ؛ يعني آلهتهم؛ ذكر الله معهم؛ أو لم يذكر؛ إذا هم يستبشرون ؛ لافتتانهم بها؛ وإذا قيل: "لا إله إلا الله؛ وحده؛ لا شريك له"؛ نفروا؛ لأن فيه نفيا لآلهتهم؛ ولقد تقابل الاستبشار والاشمئزاز؛ إذ كل واحد منهما غاية في بابه؛ فالاستبشار: أن يمتلئ قلبه سرورا؛ حتى تنبسط له بشرة وجهه؛ ويتهلل؛ والاشمئزاز: أن يمتلئ غما؛ وغيظا؛ حتى يظهر الانقباض في أديم وجهه؛ والعامل في "إذا ذكر"؛ هو العامل في "إذا"؛ المفاجأة؛ تقديره: "وقت ذكر الذين من دونه فاجؤوا وقت الاستبشار" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية