وله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=41ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=42تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=43لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد .
nindex.php?page=treesubj&link=29011قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38وقال الذي آمن يا قوم اتبعون هذا من تمام ما قاله مؤمن آل فرعون ، أي : اقتدوا بي في الدين .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=38أهدكم سبيل أي طريق الهدى وهو الجنة . وقيل : من قول
موسى . وقرأ
معاذ بن جبل " الرشاد " بتشديد الشين وهو لحن عند أكثر أهل العربية ; لأنه إنما يقال أرشد يرشد ولا يكون فعال من أفعل ، إنما يكون من الثلاثي ، فإن أردت التكثير من الرباعي قلت : مفعال . قال
النحاس : يجوز أن يكون رشاد بمعنى يرشد لا على أنه مشتق منه ، ولكن
[ ص: 283 ] كما يقال لآل من اللؤلؤ فهو بمعناه وليس جاريا عليه . ويجوز أن يكون رشاد من رشد يرشد أي : صاحب رشاد ، كما قال [
النابغة ] :
كليني لهم يا أميمة ناصب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وقرئ " الرشاد " فعال من رشد بالكسر كعلام أو من رشد بالفتح كعباد . وقيل : من أرشد كجبار من أجبر وليس بذاك ; لأن فعالا من أفعل لم يجئ إلا في عدة أحرف ، نحو دراك وسئار وقصار وجبار . ولا يصح القياس على هذا القليل . ويجوز أن يكون نسبته إلى الرشد كعواج وبتات غير منظور فيه إلى فعل . ووقع في المصحف " اتبعون " بغير ياء . وقرأها
يعقوب وابن كثير بالإثبات في الوصل والوقف . وحذفها
أبو عمرو ونافع في الوقف وأثبتوها في الوصل ، إلا ورشا حذفها في الحالين ، وكذلك الباقون ; لأنها وقعت في المصحف بغير ياء ومن أثبتها فعلى الأصل .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع أي يتمتع بها قليلا ثم تنقطع وتزول .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=39وإن الآخرة هي دار القرار أي الاستقرار والخلود . ومراده بالدار الآخرة الجنة والنار لأنهما لا يفنيان . بين ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40من عمل سيئة يعني الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40فلا يجزى إلا مثلها وهو العذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى قال
ابن عباس : يعني لا إله إلا الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40وهو مؤمن مصدق بقلبه لله وللأنبياء . " فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب " بضم الياء على ما لم يسم فاعله . وهي قراءة
ابن كثير وابن محيصن وأبي عمرو ويعقوب وأبي بكر عن
عاصم ، يدل عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=40يرزقون فيها بغير حساب الباقون يدخلون بفتح الياء .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=41ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة أي إلى طريق الإيمان الموصل إلى الجنان
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=41وتدعونني إلى النار بين أن ما قال
فرعون من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29وما أهديكم إلا سبيل الرشاد سبيل الغي عاقبته النار ، وكانوا دعوه إلى اتباعه . ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=42تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وهو
فرعون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=42وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار لا جرم تقدم الكلام فيه ، ومعناه حقا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=43أنما تدعونني إليه ما بمعنى الذي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=43ليس له دعوة قال
الزجاج : ليس له استجابة دعوة تنفع ، وقال غيره : ليس له دعوة توجب له الألوهية
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=43في الدنيا ولا في الآخرة [ ص: 284 ] وقال
الكلبي : ليس له شفاعة في الدنيا ولا في الآخرة . وكان
فرعون أولا يدعو الناس إلى عبادة الأصنام ، ثم دعاهم إلى عبادة البقر ، فكانت تعبد ما كانت شابة ، فإذا هرمت أمر بذبحها ، ثم دعا بأخرى لتعبد ، ثم لما طال عليه الزمان قال أنا ربكم الأعلى .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=43وأن المسرفين هم أصحاب النار قال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين يعني المشركين . وقال
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي : هم السفهاء والسفاكون للدماء بغير حقها . وقال
عكرمة : الجبارون والمتكبرون . وقيل : هم الذي تعدوا حدود الله . وهذا جامع لما ذكر . و " أن " في المواضع في موضع نصب بإسقاط حرف الجر . وعلى ما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه عن
الخليل من أن لا جرم رد لكلام يجوز أن يكون موضع أن رفعا على تقدير : وجب أن ما تدعونني إليه ، كأنه قال : وجب بطلان ما تدعونني إليه ، والمرد إلى الله ، وكون المسرفين هم أصحاب النار .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44فستذكرون ما أقول لكم تهديد ووعيد . و " ما " يجوز أن تكون بمعنى الذي أي : الذي أقوله لكم . ويجوز أن تكون مصدرية أي : فستذكرون قولي لكم إذا حل بكم العذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=44وأفوض أمري إلى الله أي أتوكل عليه وأسلم أمري إليه . وقيل : هذا يدل على أنهم أرادوا قتله . وقال
مقاتل : هرب هذا المؤمن إلى الجبل فلم يقدروا عليه . وقد قيل : القائل
موسى . والأظهر أنه مؤمن آل فرعون ، وهو قول
ابن عباس .