فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون
85 - فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ؛ أي: فلم يصح؛ ولم يستقم أن ينفعهم إيمانهم؛ " سنة الله "؛ بمنزلة "وعد الله"؛ ونحوه؛ من المصادر المؤكدة؛ التي قد خلت في عباده ؛ أن الإيمان عند نزول العذاب لا ينفع؛ وأن العذاب نازل بمكذبي الرسل؛ وخسر هنالك الكافرون ؛ "هنالك"؛ مكان؛ مستعار للزمان؛ والكافرون خاسرون في كل أوان؛ ولكن يتبين خسرانهم إذا عاينوا العذاب؛ وفائدة ترادف الفاءات في هذه الآيات أن "فما أغنى عنهم"؛ نتيجة قوله: "كانوا أكثر منهم"؛ و"فلما جاءتهم رسلهم"؛ كالبيان والتفسير لقوله: "فما أغنى عنهم"؛ كقولك: "رزق زيد المال؛ فمنع المعروف؛ فلم يحسن إلى الفقراء"؛ و"فلما رأوا بأسنا"؛ تابع لقوله: "فلما جاءتهم"؛ كأنه قال: "فكفروا؛ فلما رأوا بأسنا آمنوا"؛ وكذلك "فلم يك ينفعهم إيمانهم"؛ تابع لإيمانهم لما رأوا بأس الله.