وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين
25 - وقيضنا لهم ؛ أي: قدرنا لمشركي مكة؛ يقال: "هذان ثوبان قيضان"؛ أي: مثلان؛ والمقايضة: المعاوضة؛ وقيل: سلطنا عليهم؛ قرناء ؛ أخدانا من الشياطين؛ جمع "قرين"؛ كقوله: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له [ ص: 234 ] قرين فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم ؛ أي: ما تقدم من أعمالهم؛ وما هم عازمون عليها؛ أو ما بين أيديهم من أمر الدنيا؛ واتباع الشهوات؛ وما خلفهم من أمر العاقبة؛ وأن لا بعث ولا حساب؛ وحق عليهم القول ؛ كلمة العذاب؛ في أمم ؛ في جملة أمم؛ ومحله النصب على الحال من الضمير في عليهم؛ أي: حق عليهم القول كائنين في جملة أمم؛ قد خلت من قبلهم ؛ قبل أهل مكة؛ من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ؛ هو تعليل لاستحقاقهم العذاب؛ والضمير لهم؛ وللأمم .