الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون

                                                                                                                                                                                                                                      39 - ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم ؛ إذ صح ظلمكم؛ أي: كفركم؛ وتبين؛ ولم يبق لكم ولا لأحد شبهة في أنكم كنتم ظالمين؛ و"إذ"؛ بدل من "اليوم"؛ أنكم في العذاب مشتركون ؛ "أنكم"؛ في محل الرفع؛ على الفاعلية؛ أي: ولن ينفعكم اشتراككم في العذاب؛ أو كونكم مشتركين في العذاب؛ كما كان عموم البلوى يطيب القلب في الدنيا؛ كقول الخنساء:


                                                                                                                                                                                                                                      ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي     ولا يبكون مثل أخي ولكن
                                                                                                                                                                                                                                      أعزي النفس عنه بالتأسي



                                                                                                                                                                                                                                      أما هؤلاء فلا يؤسيهم اشتراكهم؛ ولا يروحهم؛ لعظم ما هم فيه؛ وقيل: الفاعل مضمر؛ أي: ولن ينفعكم هذا التمني؛ أو الاعتذار؛ لأنكم في العذاب مشتركون؛ لاشتراككم في سببه؛ وهو الكفر؛ ويؤيده قراءه من قرأ بالكسر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية