nindex.php?page=treesubj&link=29030_25035_29677_30475_30539_30868_32427_32438nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار
2 -
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب ؛ يعني يهود
بني النضير؛ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2من ديارهم ؛
بالمدينة؛ واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2لأول الحشر ؛ تتعلق بـ "أخرج"؛ وهي اللام في
[ ص: 455 ] قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يا ليتني قدمت لحياتي ؛ وقوله: "جئته لوقت كذا"؛ أي: أخرج الذين كفروا عند أول الحشر؛ ومعنى "أول الحشر": أن هذا أول حشرهم إلى
الشام؛ وكانوا من سبط لم يصبهم جلاء قط؛ وهم
nindex.php?page=treesubj&link=30475أول من أخرج من أهل الكتاب من جزيرة العرب؛ إلى
الشام؛ أو: هذا أول حشرهم؛ وآخر حشرهم إجلاء
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إياهم من
خيبر إلى
الشام؛ وآخر حشرهم حشر يوم القيامة؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما -: "من شك أن المحشر
بالشام؛ فليقرأ هذه الآية؛ فهم الحشر الأول؛ وسائر الناس الحشر الثاني"؛ وقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرجوا:
"امضوا؛ فإنكم أول الحشر؛ ونحن على الأثر"؛
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : "إذا كان آخر الزمان جاءت نار من قبل المشرق؛ فحشرت الناس إلى أرض
الشام؛ وبها تقوم عليهم القيامة"؛ وقيل: معناه: أخرجهم من ديارهم لأول ما حشر؛ لقتالهم؛ لأنه أول قتال قاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2ما ظننتم أن يخرجوا ؛ لشدة بأسهم؛ ومنعتهم؛ ووثاقة حصونهم؛ وكثرة عددهم؛ وعدتهم؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ؛ أي: ظنوا أن حصونهم تمنعهم من بأس الله؛ والفرق بين هذا التركيب؛ وبين النظم الذي جاء عليه؛ أن في تقديم الخبر على المبتدإ دليلا على فرط وثوقهم بحصانتها؛ ومنعها إياهم؛ وفي تصيير ضميرهم اسما؛ لأن في إسناد الجملة إليه دليلا على اعتقادهم في أنفسهم أنهم في عزة ومنعة؛ لا يبالى معها بأحد يتعرض لهم؛ أو يطمع في مغازتهم؛ وليس ذلك في قولك: "وظنوا أن حصونهم تمنعهم"؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فأتاهم الله ؛ أي: أمر الله؛ وعقابه؛ وفي الشواذ: "فآتاهم الله"؛ أي: فآتاهم الهلاك؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2من حيث لم يحتسبوا ؛ من حيث لم يظنوا؛ ولم يخطر ببالهم؛ وهو قتل رئيسهم؛
كعب بن الأشرف؛ غرة؛ على يد أخيه رضاعا؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وقذف في قلوبهم الرعب ؛ الخوف؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ؛ "يخربون"؛ "
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو "؛ و"التخريب"؛ و"الإخراب": الإفساد بالنقض؛ والهدم؛ و"الخربة": الفساد؛ كانوا
[ ص: 456 ] يخربون بواطنها؛ والمسلمون ظواهرها؛ لما أراد الله من استئصال شأنهم؛ وأن لا تبقى لهم بالمدينة دار؛ ولا منهم ديار؛ والذي دعاهم إلى التخريب حاجتهم إلى الخشب؛ والحجارة؛ ليسدوا بها أفواه الأزقة؛ وألا يتحسروا؛ بعد جلائهم؛ على بقائها مساكن للمسلمين؛ وأن ينقلوا معهم ما كان في أبنيتهم؛ من جيد الخشب؛ والساج؛ وأما المؤمنون فداعيهم إلى التخريب إزالة متحصنهم؛ وأن يتسع لهم مجال الحرب؛ ومعنى تخريبهم لها بأيدي المؤمنين أنهم لما عرضوهم بنكث العهد لذلك؛ وكانوا السبب فيه؛ فكأنهم أمروهم به؛ وكلفوهم إياه؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فاعتبروا يا أولي الأبصار ؛ أي: فتأملوا فيما نزل بهؤلاء؛ والسبب الذي استحقوا به ذلك؛ فاحذروا أن تفعلوا مثل فعلهم؛ فتعاقبوا بمثل عقوبتهم؛ وهذا دليل على جواز القياس .
nindex.php?page=treesubj&link=29030_25035_29677_30475_30539_30868_32427_32438nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ
2 -
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ؛ يَعْنِي يَهُودَ
بَنِي النَّضِيرِ؛ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2مِنْ دِيَارِهِمْ ؛
بِالْمَدِينَةِ؛ وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2لأَوَّلِ الْحَشْرِ ؛ تَتَعَلَّقُ بِـ "أَخْرَجَ"؛ وَهِيَ اللَّامُ فِي
[ ص: 455 ] قَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ؛ وَقَوْلِهِ: "جِئْتُهُ لِوَقْتِ كَذَا"؛ أَيْ: أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا عِنْدَ أَوَّلِ الْحَشْرِ؛ وَمَعْنَى "أَوَّلِ الْحَشْرِ": أَنَّ هَذَا أَوَّلُ حَشْرِهِمْ إِلَى
الشَّامِ؛ وَكَانُوا مِنْ سِبْطٍ لَمْ يُصِبْهُمْ جَلَاءٌ قَطُّ؛ وَهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=30475أَوَّلُ مَنْ أُخْرِجَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ؛ إِلَى
الشَّامِ؛ أَوْ: هَذَا أَوَّلُ حَشْرِهِمْ؛ وَآخِرُ حَشْرِهِمْ إِجْلَاءُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ إِيَّاهُمْ مِنْ
خَيْبَرَ إِلَى
الشَّامِ؛ وَآخِرُ حَشْرِهِمْ حَشْرُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: "مَنْ شَكَّ أَنَّ الْمَحْشَرَ
بِالشَّامِ؛ فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ؛ فَهُمُ الْحَشْرُ الْأَوَّلُ؛ وَسَائِرُ النَّاسِ الْحَشْرُ الثَّانِي"؛ وَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا خَرَجُوا:
"اِمْضُوا؛ فَإِنَّكُمْ أَوَّلُ الْحَشْرِ؛ وَنَحْنُ عَلَى الْأَثَرِ"؛
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : "إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ جَاءَتْ نَارٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ؛ فَحَشَرَتِ النَّاسَ إِلَى أَرْضِ
الشَّامِ؛ وَبِهَا تَقُومُ عَلَيْهِمُ الْقِيَامَةُ"؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: أَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ مَا حُشِرَ؛ لِقِتَالِهِمْ؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ قِتَالٍ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ؛ لِشِدَّةِ بَأْسِهِمْ؛ وَمَنْعَتِهِمْ؛ وَوَثَاقَةِ حُصُونِهِمْ؛ وَكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ؛ وَعُدَّتِهِمْ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ ؛ أَيْ: ظَنُّوا أَنَّ حُصُونَهُمْ تَمْنَعُهُمْ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ؛ وَالْفَرْقُ بَيْنَ هَذَا التَّرْكِيبِ؛ وَبَيْنَ النَّظْمِ الَّذِي جَاءَ عَلَيْهِ؛ أَنَّ فِي تَقْدِيمِ الْخَبَرِ عَلَى الْمُبْتَدَإِ دَلِيلًا عَلَى فَرْطِ وُثُوقِهِمْ بِحَصَانَتِهَا؛ وَمَنْعِهَا إِيَّاهُمْ؛ وَفِي تَصْيِيرِ ضَمِيرِهِمُ اسْمًا؛ لِأَنَّ فِي إِسْنَادِ الْجُمْلَةِ إِلَيْهِ دَلِيلًا عَلَى اعْتِقَادِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ فِي عِزَّةٍ وَمَنْعَةٍ؛ لَا يُبَالَى مَعَهَا بِأَحَدٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ؛ أَوْ يَطْمَعُ فِي مُغَازَّتِهِمْ؛ وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي قَوْلِكَ: "وَظَنُّوا أَنَّ حُصُونَهُمْ تَمْنَعُهُمْ"؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فَأَتَاهُمُ اللَّهُ ؛ أَيْ: أَمْرُ اللَّهِ؛ وَعِقَابُهُ؛ وَفِي الشَّوَاذِّ: "فَآتَاهُمُ اللَّهُ"؛ أَيْ: فَآتَاهُمُ الْهَلَاكَ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ؛ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَظُنُّوا؛ وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِمْ؛ وَهُوَ قَتْلُ رَئِيسِهِمْ؛
كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ؛ غِرَّةً؛ عَلَى يَدِ أَخِيهِ رَضَاعًا؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ؛ اَلْخَوْفَ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ؛ "يُخَرِّبُونَ"؛ "
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو "؛ وَ"اَلتَّخْرِيبُ"؛ وَ"اَلْإِخْرَابُ": اَلْإِفْسَادُ بِالنَّقْضِ؛ وَالْهَدْمِ؛ وَ"اَلْخَرْبَةُ": اَلْفَسَادُ؛ كَانُوا
[ ص: 456 ] يُخْرِبُونَ بَوَاطِنَهَا؛ وَالْمُسْلِمُونَ ظَوَاهِرَهَا؛ لِمَا أَرَادَ اللَّهُ مِنَ اسْتِئْصَالِ شَأْنِهِمْ؛ وَأَنْ لَا تَبْقَى لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ دَارٌ؛ وَلَا مِنْهُمْ دَيَّارٌ؛ وَالَّذِي دَعَاهُمْ إِلَى التَّخْرِيبِ حَاجَتُهُمْ إِلَى الْخَشَبِ؛ وَالْحِجَارَةِ؛ لِيَسُدُّوا بِهَا أَفْوَاهَ الْأَزِقَّةِ؛ وَأَلَّا يَتَحَسَّرُوا؛ بَعْدَ جَلَائِهِمْ؛ عَلَى بَقَائِهَا مَسَاكِنَ لِلْمُسْلِمِينَ؛ وَأَنْ يَنْقُلُوا مَعَهُمْ مَا كَانَ فِي أَبْنِيَتِهِمْ؛ مِنْ جَيِّدِ الْخَشَبِ؛ وَالسَّاجِ؛ وَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَدَاعِيهِمْ إِلَى التَّخْرِيبِ إِزَالَةُ مُتَحَصَّنِهِمْ؛ وَأَنْ يَتَّسِعَ لَهُمْ مَجَالُ الْحَرْبِ؛ وَمَعْنَى تَخْرِيبِهِمْ لَهَا بِأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُمْ لَمَّا عَرَّضُوهُمْ بِنَكْثِ الْعَهْدِ لِذَلِكَ؛ وَكَانُوا السَّبَبَ فِيهِ؛ فَكَأَنَّهُمْ أَمَرُوهُمْ بِهِ؛ وَكَلَّفُوهُمْ إِيَّاهُ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ ؛ أَيْ: فَتَأَمَّلُوا فِيمَا نَزَلَ بِهَؤُلَاءِ؛ وَالسَّبَبِ الَّذِي اسْتَحَقُّوا بِهِ ذَلِكَ؛ فَاحْذَرُوا أَنْ تَفْعَلُوا مِثْلَ فِعْلِهِمْ؛ فَتُعَاقَبُوا بِمِثْلِ عُقُوبَتِهِمْ؛ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ الْقِيَاسِ .