فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون
44 - فذرني ؛ يقال: "ذرني وإياه"؛ أي: "كله إلي؛ فإني أكفيكه"؛ ومن يكذب ؛ معطوف على المفعول؛ أو مفعول معه؛ بهذا الحديث ؛ بالقرآن؛ والمراد كل أمره إلي؛ وخل بيني وبينه؛ فإني عالم بما ينبغي أن يفعل به؛ مطيق له؛ فلا تشغل قلبك بشأنه؛ وتوكل علي في الانتقام منه؛ تسلية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وتهديد للمكذبين؛ سنستدرجهم ؛ سندنيهم من العذاب؛ درجة درجة؛ يقال: "استدرجه إلى كذا"؛ أي: استنزله إليه درجة درجة"؛ حتى يورطه فيه؛ واستدراج الله (تعالى) العصاة أن يرزقهم الصحة؛ والنعمة؛ فيجعلون رزق الله ذريعة إلى ازدياد المعاصي؛ من حيث لا يعلمون ؛ من الجهة التي لا يشعرون أنه استدراج؛ قيل: كلما جددوا معصية جددنا لهم نعمة؛ وأنسيناهم شكرها؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: " إذا رأيت الله (تعالى) ينعم على عبد وهو مقيم على معصيته فاعلم أنه مستدرج"؛ وتلا الآية .