[ ص: 691 ] سورة "المسد"
بسم الله الرحمن الرحيم
تبت يدا أبي لهب وتب
1 - تبت يدا أبي لهب ؛ "التباب": الهلاك؛ ومنه قولهم: "أشابة أم تابة؟"؛ أي: هالكة من الهرم؛ والمعنى: هلكت يداه؛ لأنه - فيما يروى - أخذ حجرا ليرمي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وتب ؛ وهلك كله؛ أو جعلت يداه هالكتين؛ والمراد: هلاك جملته؛ كقوله: بما قدمت يداك ؛ ومعنى "وتب": وكان ذلك؛ وحصل؛ كقوله:
جزاني جزاه الله شر جزائه . . . جزاء الكلاب العاويات وقد فعل
وقد دلت عليه قراءة - رضي الله عنه -: "وقد تب"؛ روي أنه ابن مسعود لما نزل وأنذر عشيرتك الأقربين ؛ رقى الصفا؛ وقال: "يا صباحاه"؛ فاستجمع إليه الناس من كل أوب؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "يا بني عبد المطلب؛ يا بني فهر؛ إن أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا؛ أكنتم مصدقي؟"؛ قالوا: نعم؛ قال: "فإني نذير لكم بين يدي الساعة"؛ فقال أبو لهب : تبا لك؛ ألهذا دعوتنا؟! فنزلت؛ وإنما كناه [ ص: 692 ] - والتكنية تكرمة - لاشتهاره بها؛ دون الاسم؛ أو لكراهة اسمه؛ فاسمه " عبد العزى "؛ أو لأن مآله إلى نار ذات لهب؛ فوافقت حاله كنيته؛ "أبي لهب"؛ "مكي" .