وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين
وأطيعوا الله ورسوله في كل ما تأتون وما تذرون، فيندرج فيه ما أمروا به ههنا اندراجا أوليا ولا تنازعوا باختلاف الآراء، كما فعلتم ببدر أو أحد فتفشلوا جواب للنهي، وقيل: عطف عليه وتذهب ريحكم بالنصب، عطف على جواب النهي، وقرئ بالجزم على تقدير عطف "فتفشلوا" على النهي، أي: تذهب دولتكم وشوكتكم، فإنها مستعارة للدولة من حيث إنها في تمشي أمرها ونفاذه مشبهة بها في هبوبها وجريانها، وقيل: المراد بها الحقيقة، فإن النصرة لا تكون إلا بريح يبعثها الله تعالى، وفي الحديث: عاد بالدبور». «نصرت بالصبا وأهلكت
واصبروا على شدائد الحرب إن الله مع الصابرين بالنصرة والكلاءة، وما يفهم من كلمة (مع) من أصالتهم إنما هي من حيث إنهم المباشرون للصبر، فهم متبعون من تلك الحيثية، ومعيته تعالى إنما هي من حيث الإمداد والإعانة.