nindex.php?page=treesubj&link=28980_23477_28270_28723_34216nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98ومن الأعراب شروع في بيان تشعب جنس الأعراب إلى فريقين وعدم انحصارهم في الفريق المذكور، كما يتراءى من ظاهر النظم الكريم، وشرح لبعض مثالب هؤلاء المتفرعة على الكفر والنفاق بعد بيان تماديهم فيهما، وحمل الأعراب على الفريق المذكور خاصة وإن ساعده كون من يحكي حاله بعضا منهم، وهم الذين بصدد الإنفاق من أهل النفاق دون فقرائهم، أو أعراب
أسد وغطفان وتميم كما قيل - لكن لا يساعده ما سيأتي من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=99ومن الأعراب من يؤمن ... إلخ، فإن أولئك ليسوا من هؤلاء قطعا، وإنما هم من الجنس، أي: ومن جنس الأعراب الذي نعت بنعت بعض أفراده
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98من يتخذ ما ينفق من المال، أي: يعد ما يصرفه في سبيل الله ويتصدق به صورة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98مغرما أي: غرامة وخسرانا لازما؛ إذ لا ينفقه احتسابا ورجاء لثواب الله تعالى ليكون له مغنما، وإنما ينفقه رياء وتقية، فهي غرامة محضة، وما في صيغة الاتخاذ من معنى الاختيار والانتفاع بما يتخذ إنما هو باعتبار غرض المنفق من الرياء والتقية لا باعتبار ذات النفقة أعني كونها غرامة.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98ويتربص بكم الدوائر أصل الدائرة ما يحيط بالشيء، والمراد بها ما لا
[ ص: 96 ] محيص عنه من مصائب الدهر، أي: ينتظر بكم دوائر الدهر ونوبه ودوله ليذهب غلبتكم عليه فليتخلص مما ابتلي به
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98عليهم دائرة السوء دعا عليهم بنحو ما أرادوا بالمؤمنين على نهج الاعتراض، كقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64غلت أيديهم بعد قول اليهود ما قالوا، والسوء مصدر ثم أطلق على كل ضر وشر، وأضيفت إليه الدائرة ذما، كما يقال: رجل سوء؛ لأن من دارت عليه يذمها، وهي من باب إضافة الموصوف إلى صفته، فوصفت في الأصل بالمصدر مبالغة، ثم أضيفت إلى صفتها، كقوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28ما كان أبوك امرأ سوء وقيل: معنى الدائرة يقتضي معنى السوء، فإنما هي إضافة بيان وتأكيد، كما قالوا شمس النهار، ولحيا رأسه، وقرئ بالضم، وهو العذاب، كما قيل له: سيئة.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98والله سميع لما يقولونه عند الإنفاق مما لا خير فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98عليم بما يضمرونه من الأمور الفاسدة التي من جملتها أن يتربصوا بكم الدوائر، وفيه من شدة الوعيد ما لا يخفى.
nindex.php?page=treesubj&link=28980_23477_28270_28723_34216nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98وَمِنَ الأَعْرَابِ شُرُوعٌ فِي بَيَانِ تَشَعُّبِ جِنْسِ الْأَعْرَابِ إِلَى فَرِيقَيْنِ وَعَدَمِ انْحِصَارِهِمْ فِي الْفَرِيقِ الْمَذْكُورِ، كَمَا يَتَرَاءَى مِنْ ظَاهِرِ النَّظْمِ الْكَرِيمِ، وَشَرْحٌ لِبَعْضِ مَثَالِبِ هَؤُلَاءِ الْمُتَفَرِّعَةِ عَلَى الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ بَعْدَ بَيَانِ تَمَادِيهِمْ فِيهِمَا، وَحَمْلُ الْأَعْرَابِ عَلَى الْفَرِيقِ الْمَذْكُورِ خَاصَّةً وَإِنْ سَاعَدَهُ كَوْنُ مَنْ يَحْكِي حَالَهُ بَعْضًا مِنْهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ بِصَدَدِ الْإِنْفَاقِ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ دُونَ فُقَرَائِهِمْ، أَوْ أَعْرَابُ
أَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَتَمِيمٍ كَمَا قِيلَ - لَكِنْ لَا يُسَاعِدُهُ مَا سَيَأْتِي مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=99وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ ... إِلَخْ، فَإِنَّ أُولَئِكَ لَيْسُوا مِنْ هَؤُلَاءِ قَطْعًا، وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ الْجِنْسِ، أَيْ: وَمِنْ جِنْسِ الْأَعْرَابِ الَّذِي نُعِتَ بِنَعْتِ بَعْضِ أَفْرَادِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مِنَ الْمَالِ، أَيْ: يَعُدُّ مَا يَصْرِفُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيَتَصَدَّقُ بِهِ صُورَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98مَغْرَمًا أَيْ: غَرَامَةً وَخُسْرَانًا لَازِمًا؛ إِذْ لَا يُنْفِقُهُ احْتِسَابًا وَرَجَاءً لِثَوَابِ اللَّهِ تَعَالَى لِيَكُونَ لَهُ مَغْنَمًا، وَإِنَّمَا يُنْفِقُهُ رِيَاءً وَتَقِيَّةً، فَهِيَ غَرَامَةٌ مَحْضَةٌ، وَمَا فِي صِيغَةِ الِاتِّخَاذِ مِنْ مَعْنَى الِاخْتِيَارِ وَالِانْتِفَاعِ بِمَا يُتَّخَذُ إِنَّمَا هُوَ بِاعْتِبَارِ غَرَضِ الْمُنْفِقِ مِنَ الرِّيَاءِ وَالتَّقِيَّةِ لَا بِاعْتِبَارِ ذَاتِ النَّفَقَةِ أَعْنِي كَوْنَهَا غَرَامَةً.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ أَصْلُ الدَّائِرَةِ مَا يُحِيطُ بِالشَّيْءِ، وَالْمُرَادُ بِهَا مَا لَا
[ ص: 96 ] مَحِيصَ عَنْهُ مِنْ مَصَائِبِ الدَّهْرِ، أَيْ: يَنْتَظِرُ بِكُمْ دَوَائِرَ الدَّهْرِ وَنُوَبَهُ وَدُوَلَهُ لِيَذْهَبَ غَلَبَتُكُمْ عَلَيْهِ فَلْيَتَخَلَّصْ مِمَّا ابْتُلِيَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ دَعَا عَلَيْهِمْ بِنَحْوِ مَا أَرَادُوا بِالْمُؤْمِنِينَ عَلَى نَهْجِ الِاعْتِرَاضِ، كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ بَعْدَ قَوْلِ الْيَهُودِ مَا قَالُوا، وَالسُّوءُ مَصْدَرٌ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى كُلِّ ضَرٍّ وَشَرٍّ، وَأُضِيفَتْ إِلَيْهِ الدَّائِرَةُ ذَمًّا، كَمَا يُقَالُ: رَجُلُ سُوءٍ؛ لِأَنَّ مَنْ دَارَتْ عَلَيْهِ يَذُمُّهَا، وَهِيَ مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إِلَى صِفَتِهِ، فَوُصِفَتْ فِي الْأَصْلِ بِالْمَصْدَرِ مُبَالَغَةً، ثُمَّ أُضِيفَتْ إِلَى صِفَتِهَا، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَقِيلَ: مَعْنَى الدَّائِرَةِ يَقْتَضِي مَعْنَى السَّوْءِ، فَإِنَّمَا هِيَ إِضَافَةُ بَيَانٍ وَتَأْكِيدٍ، كَمَا قَالُوا شَمْسُ النَّهَارِ، وَلِحْيَا رَأْسِهِ، وَقُرِئَ بِالضَّمِّ، وَهُوَ الْعَذَابُ، كَمَا قِيلَ لَهُ: سَيِّئَةٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98وَاللَّهُ سَمِيعٌ لِمَا يَقُولُونَهُ عِنْدَ الْإِنْفَاقِ مِمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=98عَلِيمٌ بِمَا يُضْمِرُونَهُ مِنَ الْأُمُورِ الْفَاسِدَةِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا أَنْ يَتَرَبَّصُوا بِكُمُ الدَّوَائِرَ، وَفِيهِ مِنْ شِدَّةِ الْوَعِيدِ مَا لَا يَخْفَى.