إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين
إلا من رحم ربك إلا قوما قد هداهم الله تعالى بفضله إلى الحق فاتفقوا عليه، ولم يختلفوا فيه، أي: لم يخالفوه، وحمله على مطلق الاختلاف الشامل لما يصدر من المحق والمبطل يأباه الاستثناء المذكور ولذلك أي: ولما ذكر من الاختلاف خلقهم أي: الذين بقوا بعد الثنيا وهم المختلفون، فاللام للعاقبة أو للترحم، فالضمير لـ(من) واللام في معناها أو لهما معا، فالضمير للناس كافة، واللام بمعنى مجازي عام لكلا المعنيين وتمت كلمة ربك أي: وعيده، أو قوله للملائكة لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين أي: من عصاتهما أجمعين، أو منهما أجمعين لا من أحدهما.