nindex.php?page=treesubj&link=28987_27521_28270_30539_30553_30558_32357_9955nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106من كفر بالله أي: تلفظ بكلمة الكفر
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106من بعد إيمانه به تعالى، وهو ابتداء كلام لبيان حال
[ ص: 143 ] من كفر بآيات الله بعد ما آمن بها بعد بيان حال من لم يؤمن بها رأسا، و "من" موصولة، ومحلها الرفع على الابتداء، والخبر محذوف لدلالة الخبر الآتي عليه، أو هو خبر لهما معا، أو النصب على الذم.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106إلا من أكره على ذلك بأمر يخاف على نفسه، أو على عضو من أعضائه. وهو استثناء متصل من حكم الغضب والعذاب، أو الذم; لأن الكفر لغة يتم بالقول كما أشير إليه، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106وقلبه مطمئن بالإيمان حال من المستثنى، والعامل هو الكفر الواقع بالإكراه لا نفس الإكراه; لأن مقارنة اطمئنان القلب بالإيمان للإكراه لا تجدي نفعا، وإنما المجدي مقارنته للكفر الواقع به، أي: إلا من كفر بإكراه من الأمن أكره فكفر . والحال أن قلبه مطمئن بالإيمان لم تتغير عقيدته، وإنما لم يصرح به إيماء إلى أنه ليس بكفر حقيقة، وفيه دليل على أن الإيمان هو التصديق بالقلب.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106ولكن من لم يكن كذلك، بل
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106شرح بالكفر صدرا أي: اعتقده، وطاب به نفسا.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106فعليهم غضب عظيم لا يكتنه كنهه
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106من الله إظهار الاسم الجليل لتربية المهابة، وتقوية تعظيم العذاب،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106ولهم عذاب عظيم إذ لا جرم أعظم من جرمهم، والجمع في الضميرين المجرورين لمراعاة جانب المعنى، كما أن الإفراد في المستكن في الصلة لرعاية جانب اللفظ. روي
أن قريشا أكرهوا nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا وأبويه ياسرا وسمية على الارتداد، فأباه أبواه فربطوا سمية بين بعيرين، ووجئت بحربة في قبلها، وقالوا: إنما أسلمت من أجل الرجال، فقتلوها وقتلوا ياسرا وهما أول قتيلين في الإسلام، وأما nindex.php?page=showalam&ids=56عمار فأعطاهم بلسانه ما أكرهوا عليه، فقيل: يا رسول الله إن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا كفر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا إن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا مليء إيمانا من قرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه، فأتى nindex.php?page=showalam&ids=56عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عينيه، وقال : ما لك إن عادوا لك فعد لهم بما قلت.
وهو دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=32357جواز التكلم بكلمة الكفر عند الإكراه الملجئ ، وإن كان الأفضل أن يتجنب عنه إعزازا للدين كما فعله أبواه. وروي
أن مسيلمة الكذاب أخذ رجلين، فقال لأحدهما: ما تقول في محمد ؟ قال : رسول الله . قال: فما تقول في؟ قال: أنت أيضا. فخلاه. وقال للآخر: ما تقول في محمد ؟ قال: رسول الله. قال : فما تقول في: قال: أنا أصم، فأعاد ثلاثا ، فأعاد جوابه، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما الأول فقد أخذ برخصة، وأما الثاني فقد صدع بالحق.
nindex.php?page=treesubj&link=28987_27521_28270_30539_30553_30558_32357_9955nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مَنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مَنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ أَيْ: تَلَفَّظَ بِكَلِمَةِ الْكُفْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ بِهِ تَعَالَى، وَهُوَ ابْتِدَاءُ كَلَامٍ لِبَيَانِ حَالِ
[ ص: 143 ] مِنْ كَفَرَ بِآيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ مَا آمَنَ بِهَا بَعْدَ بَيَانِ حَالِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهَا رَأْسًا، وَ "مَنْ" مَوْصُولَةٌ، وَمَحَلُّهَا الرَّفْعُ عَلَى الِابْتِدَاءِ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ لِدِلَالَةِ الْخَبَرِ الْآتِي عَلَيْهِ، أَوْ هُوَ خَبَرٌ لَهُمَا مَعًا، أَوِ النَّصْبُ عَلَى الذَّمِّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106إِلا مَنْ أُكْرِهَ عَلَى ذَلِكَ بِأَمْرٍ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ، أَوْ عَلَى عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ. وَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ مِنْ حُكْمِ الْغَضَبِ وَالْعَذَابِ، أَوِ الذَّمِّ; لِأَنَّ الْكُفْرَ لُغَةً يَتِمُّ بِالْقَوْلِ كَمَا أُشِيرَ إِلَيْهِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ حَالٌ مِنَ الْمُسْتَثْنَى، وَالْعَامِلُ هُوَ الْكُفْرُ الْوَاقِعُ بِالْإِكْرَاهِ لَا نَفْسُ الْإِكْرَاهِ; لِأَنَّ مُقَارَنَةَ اطْمِئْنَانِ الْقَلْبِ بِالْإِيمَانِ لِلْإِكْرَاهِ لَا تُجْدِي نَفْعًا، وَإِنَّمَا الْمُجْدِي مُقَارَنَتُهُ لِلْكُفْرِ الْوَاقِعِ بِهِ، أَيْ: إِلَّا مَنْ كَفَرَ بِإِكْرَاهٍ مِنَ الْأَمْنِ أُكْرِهَ فَكَفَرَ . وَالْحَالُ أَنَّ قَلْبَهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ لَمْ تَتَغَيَّرْ عَقِيدَتُهُ، وَإِنَّمَا لَمْ يُصَرِّحْ بِهِ إِيمَاءً إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِكُفْرٍ حَقِيقَةً، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ هُوَ التَّصْدِيقُ بِالْقَلْبِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106وَلَكِنْ مَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ، بَلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا أَيِ: اعْتَقَدَهُ، وَطَابَ بِهِ نَفْسًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ عَظِيمٌ لَا يُكْتَنَهُ كُنْهُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106مِنَ اللَّهِ إِظْهَارُ الِاسْمِ الْجَلِيلِ لِتَرْبِيَةِ الْمَهَابَةِ، وَتَقْوِيَةِ تَعْظِيمِ الْعَذَابِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=106وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِذْ لَا جُرْمَ أَعْظَمُ مِنْ جُرْمِهِمْ، وَالْجَمْعُ فِي الضَّمِيرَيْنِ الْمَجْرُورَيْنِ لِمُرَاعَاةِ جَانِبِ الْمَعْنَى، كَمَا أَنَّ الْإِفْرَادَ فِي الْمَسْتَكِنِّ فِي الصِّلَةِ لِرِعَايَةِ جَانِبِ اللَّفْظِ. رُوِيَ
أَنَّ قُرَيْشًا أَكْرَهُوا nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارًا وَأَبَوَيْهِ يَاسِرًا وَسُمَيَّةَ عَلَى الِارْتِدَادِ، فَأَبَاهُ أَبَوَاهُ فَرَبَطُوا سُمَيَّةَ بَيْنَ بَعِيرَيْنِ، وَوُجِئَتْ بِحَرْبَةٍ فِي قُبُلِهَا، وَقَالُوا: إِنَّمَا أَسْلَمَتْ مِنْ أَجْلِ الرِّجَالِ، فَقَتَلُوهَا وَقَتَلُوا يَاسِرًا وَهُمَا أَوَّلُ قَتِيلَيْنِ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارٌ فَأَعْطَاهُمْ بِلِسَانِهِ مَا أَكْرَهُوا عَلَيْهِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارًا كَفَرَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلَّا إِنَّ nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارًا مَلِيءٌ إِيمَانًا مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ، وَاخْتَلَطَ الْإِيمَانُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ، فَأَتَى nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْكِي فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ : مَا لَكَ إِنْ عَادُوا لَكَ فَعُدْ لَهُمْ بِمَا قُلْتَ.
وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=32357جَوَازِ التَّكَلُّمِ بِكَلِمَةِ الْكُفْرِ عِنْدَ الْإِكْرَاهِ الْمُلْجِئِ ، وَإِنْ كَانَ الْأَفْضَلُ أَنْ يُتَجَنَّبَ عَنْهُ إِعْزَازًا لِلدِّينِ كَمَا فَعَلَهُ أَبَوَاهُ. وَرُوِيَ
أَنَّ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ أَخَذَ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: مَا تَقُولُ فِي مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ: فَمَا تَقُولُ فِيَّ؟ قَالَ: أَنْتَ أَيْضًا. فَخَلَّاهُ. وَقَالَ لِلْآخَرِ: مَا تَقُولُ فِي مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِيَّ: قَالَ: أَنَا أَصَمُّ، فَأَعَادَ ثَلَاثًا ، فَأَعَادَ جَوَابَهُ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَمَّا الْأَوَّلُ فَقَدْ أَخَذَ بِرُخْصَةٍ، وَأَمَّا الثَّانِي فَقَدْ صَدَعَ بِالْحَقِّ.