واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون .
واتقوا يوما : هو يوم القيامة؛ وتنكيره للتفخيم؛ والتهويل؛ وتعليق الاتقاء به للمبالغة في التحذير عما فيه من الشدائد؛ والأهوال؛ ترجعون فيه ؛ على البناء للمفعول؛ من "الرجع"؛ وقرئ على البناء للفاعل؛ من "الرجوع"؛ والأول أدخل في التهويل؛ وقرئ بالياء؛ على طريق الالتفات؛ وقرئ: "تردون"؛ وكذا: "تصيرون"؛ إلى الله ؛ لمحاسبة أعمالكم؛ ثم توفى كل نفس ؛ من النفوس؛ والتعميم للمبالغة في تهويل اليوم؛ أي: تعطى كملا؛ ما كسبت ؛ أي: جزاء ما عملت من خير؛ أو شر؛ وهم لا يظلمون : حال من "كل نفس"؛ تفيد أن المعاقبين؛ وإن كانت عقوباتهم مؤبدة؛ غير مظلومين في ذلك؛ لما أنه من قبل أنفسهم؛ وجمع الضمير لأنه أنسب بحال الجزاء؛ كما أن الإفراد أوفق بحال الكسب؛ عن - رضي الله عنهما - أنها آخر آية نزل بها ابن عباس جبريل - عليه السلام -؛ وقال: "ضعها في رأس المائتين والثمانين من (البقرة)"؛ وعاش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدها أحدا وعشرين يوما؛ وقيل: أحدا وثمانين؛ وقيل: سبعة أيام؛ وقيل: ثلاث ساعات. [ ص: 269 ]