وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون
وقال الذين أوتوا العلم أي: بأحوال الدنيا والآخرة كما ينبغي، وإنما لم يوصفوا بإرادة ثواب الآخرة تنبيها على أن العلم بأحوال النشأتين يقتضي الإعراض عن الأولى، والإقبال على الثانية حتما، وأن تمني المتمنين ليس إلا لعدم علمهم بهما كما ينبغي. ويلكم دعاء بالهلاك شاع استعماله في الزجر عما لا يرتضى. ثواب الله في الآخرة خير مما تتمنونه لمن آمن وعمل صالحا فلا يليق بكم أن تتمنوه غير مكتفين بثوابه تعالى. ولا يلقاها أي: هذه الكلمة التي تكلم بها العلماء، أو الثواب فإنه بمعنى: المثوبة، أو الجنة، أو الإيمان والعمل الصالح، فإنهما في معنى السيرة والطريقة. إلا الصابرون أي: على الطاعات، وعن الشهوات.