وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا
وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم أي: اذكر وقت أخذنا من النبيين كافة عهودهم بتبليغ الرسالة، والدعاء إلى الدين الحق. ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وتخصيصهم بالذكر مع [ ص: 92 ] اندراجهم في النبيين اندراجا بينا; للإيذان بمزيد مزيتهم وفضلهم، وكونهم من مشاهير أرباب الشرائع، وأساطين أولي العزم من الرسل. وتقديم نبينا عليهم عليهم الصلاة والسلام; لإبانة خطره الجليل. وأخذنا منهم ميثاقا غليظا أي: عهدا عظيم الشأن، أو مؤكدا باليمين. وهذا هو الميثاق الأول بعينه، وأخذه هو أخذه، والعطف مبني على تنزيل التغاير العنواني منزلة التغاير الذاتي تفخيما لشأنه، كما في قوله تعالى: ونجيناهم من عذاب غليظ إثر قوله تعالى: ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا . وقوله تعالى: