وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
وداعيا إلى الله أي: إلى الإقرار به، وبوحدانيته، وبسائر ما يجب الإيمان به من صفاته وأفعاله. بإذنه أي: بتيسيره. أطلق عليه مجازا لما أنه من أسبابه، وقيد به الدعوة إيذانا بأنها أمر صعب المنال، وخطب في غاية الإعضال لا يتأتى إلا بإمداد من جناب قدسه، كيف لا؟ وهو صرف للوجوه عن القبل المعبودة، وإدخال الأعناق في قلادة غير معهودة. وسراجا منيرا يستضاء به في ظلمات الجهل والغواية، ويهتدى بأنواره إلى مناهج الرشد والهداية.