وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد
وقال الذين كفروا هم كفار قريش، قالوا مخاطبا بعضهم لبعض هل ندلكم على رجل يعنون به النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما قصدوا بالتنكير الطنز والسخرية، قاتلهم الله تعالى. ينبئكم أي: يحدثكم بعجب عجاب، وقرئ: (ينبئكم) من الإنباء. إذا مزقتم كل ممزق أي: إذا متم، ومزقت أجسادكم كل تمزيق، وفرقت كل تفريق بحيث صرتم ترابا ورفاتا. إنكم لفي خلق جديد أي: مستقرون فيه. عدل إليه عن الجملة الفعلية الدالة على الحدوث مثل تبعثون، أو [ ص: 123 ] تخلقون خلقا جديدا. للإشباع في الاستبعاد والتعجب، وكذلك تقديم الظرف والعامل فيه ما دل عليه المذكور لا نفسه، لما أن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها والجديد فعيل بمعنى فاعل من جد فهو جديد، وقل فهو قليل، وقيل: بمعنى مفعول من جد النساج الثوب إذا قطعه ثم شاع.