[ ص: 120 ] 34 - سورة سبأ
(سورة سبأ مكية، وقيل: إلا
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6ويرى الذين أوتوا العلم ... الآية. وهى أربع وخمسون آية)
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29005_28723_29687_33144_33147nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=1الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=1الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض أي: له تعالى خلقا وملكا وتصرفا بالإيجاد، والإعدام، والإحياء، والإماتة جميع ما وجد فيهما داخلا في حقيقتهما، أو خارجا عنهما، متمكنا فيهما. فكأنه قيل: له جميع المخلوقات كما مر في آية الكرسي. ووصفه تعالى بذلك لتقرير ما أفاده تعليق الحمد المعرف بلام الحقيقة بالاسم الجليل من اختصاص جميع أفراده به تعالى على ما بين في فاتحة الكتاب ببيان تفرده تعالى، واستقلاله بما يوجب ذلك، وكون كل ما سواه من الموجودات التي من جملتها الإنسان تحت ملكوته تعالى ليس لها في حد ذاتها استحقاق الوجود فضلا عما عداه من صفاتها، بل كل ذلك نعم فائضة عليها من جهته عز وجل، فما هذا شأنه فهو بمعزل من استحقاق الحمد الذي مداره الجميل الصادر عن القادر بالاختيار فظهر اختصاص جميع أفراده به تعالى، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=1وله الحمد في الآخرة بيان لاختصاص الحمد الأخروي به تعالى إثر بيان اختصاص الدنيوي به، على أن الجار متعلق إما بنفس الحمد، أو بما تعلق به الخبر من الاستقرار. وإطلاقه عن ذكر ما يشعر بالمحمود عليه ليس للاكتفاء بذكر كونه في الآخرة عن التعيين، كما اكتفي فيما سبق بذكر كون المحمود عليه في الدنيا عن ذكر كون الحمد أيضا فيها، بل ليعم النعم الأخروية. كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة . وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=35الذي أحلنا دار المقامة من فضله ... الآية. وما يكون ذريعة إلى نيلها من النعم الدنيوية كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43الحمد لله الذي هدانا لهذا أي: لما جزاؤه هذا من الإيمان والعمل الصالح. والفرق بين الحمدين مع كون نعمتي الدنيا والآخرة بطريق التفضل أن الأول على نهج العبادة، والثاني على وجه التلذذ والاغتباط. وقد ورد في الخبر أنهم يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس.
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=1وهو الحكيم الذي أحكم أمور الدين والدنيا، ودبرها حسبما تقتضيه الحكمة.
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=1الخبير ببواطن الأشياء، ومكنوناتها. وقوله تعالى:
[ ص: 120 ] 34 - سُورَةُ سَبَأٍ
(سُورَةُ سَبَأٍ مَكِّيَّةٌ، وَقِيلَ: إِلَّا
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ... الْآيَةَ. وَهَى أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ آيَةً)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29005_28723_29687_33144_33147nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَيْ: لَهُ تَعَالَى خَلْقًا وَمِلْكًا وَتَصَرُّفًا بِالْإِيجَادِ، وَالْإِعْدَامِ، وَالْإِحْيَاءِ، وَالْإِمَاتَةِ جَمِيعُ مَا وُجِدَ فِيهِمَا دَاخِلًا فِي حَقِيقَتِهِمَا، أَوْ خَارِجًا عَنْهُمَا، مُتَمَكِّنًا فِيهِمَا. فَكَأَنَّهُ قِيلَ: لَهُ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ كَمَا مَرَّ فِي آيَةِ الْكُرْسِيِّ. وَوَصْفُهُ تَعَالَى بِذَلِكَ لِتَقْرِيرِ مَا أَفَادَهُ تَعْلِيقُ الْحَمْدِ الْمُعَرَّفُ بِلَامِ الْحَقِيقَةِ بِالِاسْمِ الْجَلِيلِ مِنَ اخْتِصَاصِ جَمِيعِ أَفْرَادِهِ بِهِ تَعَالَى عَلَى مَا بُيِّنَ فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ بِبَيَانِ تَفَرُّدِهِ تَعَالَى، وَاسْتِقْلَالِهِ بِمَا يُوجِبُ ذَلِكَ، وَكَوْنُ كُلِّ مَا سِوَاهُ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا الْإِنْسَانُ تَحْتَ مَلَكُوتِهِ تَعَالَى لَيْسَ لَهَا فِي حَدِّ ذَاتِهَا اسْتِحْقَاقُ الْوُجُودِ فَضْلًا عَمَّا عَدَاهُ مِنْ صِفَاتِهَا، بَلْ كُلُّ ذَلِكَ نِعَمٌ فَائِضَةٌ عَلَيْهَا مِنْ جِهَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا هَذَا شَأْنُهُ فَهُوَ بِمَعْزِلٍ مِنَ اسْتِحْقَاقِ الْحَمْدِ الَّذِي مَدَارُهُ الْجَمِيلُ الصَّادِرُ عَنِ الْقَادِرِ بِالِاخْتِيَارِ فَظَهَرَ اخْتِصَاصُ جَمِيعِ أَفْرَادِهِ بِهِ تَعَالَى، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=1وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ بَيَانٌ لِاخْتِصَاصِ الْحَمْدِ الْأُخْرَوِيِّ بِهِ تَعَالَى إِثْرَ بَيَانِ اخْتِصَاصِ الدُّنْيَوِيِّ بِهِ، عَلَى أَنَّ الْجَارَّ مُتَعَلِّقٌ إِمَّا بِنَفْسِ الْحَمْدِ، أَوْ بِمَا تَعَلَّقَ بِهِ الْخَبَرُ مِنَ الِاسْتِقْرَارِ. وَإِطْلَاقُهُ عَنْ ذِكْرِ مَا يُشْعِرُ بِالْمَحْمُودِ عَلَيْهِ لَيْسَ لِلِاكْتِفَاءِ بِذِكْرِ كَوْنِهِ فِي الْآخِرَةِ عَنِ التَّعْيِينِ، كَمَا اكْتُفِيَ فِيمَا سَبَقَ بِذِكْرِ كَوْنِ الْمَحْمُودِ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا عَنْ ذِكْرِ كَوْنِ الْحَمْدِ أَيْضًا فِيهَا، بَلْ لِيَعُمَّ النِّعَمَ الْأُخْرَوِيَّةَ. كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ . وَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=35الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ ... الْآيَةَ. وَمَا يَكُونُ ذَرِيعَةً إِلَى نَيْلِهَا مِنَ النِّعَمِ الدُّنْيَوِيَّةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا أَيْ: لِمَا جَزَاؤُهُ هَذَا مِنَ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ. وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَمْدَيْنِ مَعَ كَوْنِ نِعْمَتِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِطَرِيقِ التَّفَضُّلِ أَنَّ الْأَوَّلَ عَلَى نَهْجِ الْعِبَادَةِ، وَالثَّانِيَ عَلَى وَجْهِ التَّلَذُّذِ وَالِاغْتِبَاطِ. وَقَدْ وَرَدَ فِي الْخَبَرِ أَنَّهُمْ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=1وَهُوَ الْحَكِيمُ الَّذِي أَحْكَمَ أُمُورَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَدَبَّرَهَا حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=1الْخَبِيرُ بِبَوَاطِنِ الْأَشْيَاءِ، وَمَكْنُونَاتِهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: