وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور
وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك تلوين للخطاب، وتوجيه له إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين خطابي الناس؛ مسارعة إلى تسليته - صلى الله عليه وسلم - بعموم البلية أولا، والإشارة إلى الوعد والوعيد ثانيا، أي: وإن استمروا على أن يكذبوك فيما بلغت إليهم من الحق المبين بعدما أقمت عليهم الحجة وألقمتهم الحجر فتأس بأولئك الرسل في المصابرة على ما أصابهم من قبل قومهم، فوضع موضعه ما ذكر؛ اكتفاء بذكر السبب عن ذكر المسبب، وتنكير الرسل للتفخيم الموجب لمزيد التسلية، والتوجه إلى المصابرة، أي: رسل أولو شأن خطير، وذوو عدد كثير.
وإلى الله ترجع الأمور لا إلى غيره، فيجازي كلا منك ومنهم بما أنتم عليه من الأحوال التي من جملتها صبرك وتكذيبهم، وفي الاقتصار على ذكر اختصاص المرجع بالله تعالى مع إبهام الجزاء ثوابا وعقابا من المبالغة في الوعد والوعيد ما لا يخفى، وقرئ: (ترجع) بفتح التاء من الرجوع، والأول أدخل في التهويل.