إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين
إنا نحن نحيي الموتى بيان لشأن عظيم ينطوي على الإنذار والتبشير انطواء إجماليا، أي: نبعثهم بعد مماتهم، وعن إحياؤهم إخراجهم من الشرك إلى الإيمان، فهو حينئذ عدة كريمة بتحقيق المبشر به الحسن: ونكتب ما قدموا أي: ما أسلفوا من الأعمال الصالحة وغيرها وآثارهم التي أبقوها من الحسنات كعلم علموه، أو كتاب ألفوه أو حبيس وقفوه، أو بناء بنوه من المساجد والرباطات والقناطر، وغير ذلك من وجوه البر .
ومن السيئات كتأسيس قوانين الظلم والعدوان، وترتيب مبادئ الشر والفساد فيما بين العباد، وغير ذلك من فنون الشرور التي أحدثوها وسنوها لمن بعدهم من المفسدين.
وقيل: هي آثار المشائين إلى المساجد، ولعل المراد أنها من جملة الآثار، وقرئ: (ويكتب) على البناء للمفعول، ورفع (آثارهم) وكل شيء من الأشياء كائنا ما كان أحصيناه في إمام مبين ، وقرئ: (كل شيء) بالرفع. أصل عظيم الشأن مظهر لجميع الأشياء مما كان وما سيكون، وهو اللوح المحفوظ