ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون
ألم يروا أي: ألم يعلموا، وهو معلق عن العمل في قوله تعالى: كم أهلكنا قبلهم من القرون لأن (كم) لا يعمل فيها ما قبلها وإن كانت خبرية; لأن أصلها الاستفهام خلا أن معناه نافذ في الجملة كما نفذ في قولك: ألم تر أن زيدا لمنطلق، وإن لم يعمل في لفظه أنهم [ ص: 166 ] إليهم لا يرجعون بدل من "كم أهلكنا" على المعنى، أي: ألم يروا كثرة إهلاكنا من قبلهم من المذكورين آنفا، ومن غيرهم كونهم غير راجعين إليهم، وقرئ بالكسر على الاستئناف، وقرئ: (ألم يروا من أهلكنا) والبدل حينئذ بدل اشتمال.