ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون
ولقد نادانا نوح نوع تفصيل لما أجمل فيما قبل ببيان أحوال بعض المرسلين، وحسن عاقبتهم، متضمن لبيان سوء عاقبة بعض المنذرين، حسبما أشير إليه بقوله تعالى: فانظر كيف كان عاقبة المنذرين كقوم نوح وآل فرعون, وقوم لوط، وقوم إلياس، ولبيان حسن عاقبة بعضهم الذين أخلصهم الله تعالى ووفقهم للإيمان، كما أشار إليه الاستثناء كقوم يونس - عليه السلام - ووجه تقديم قصة نوح على سائر القصص غني عن البيان، و"اللام" جواب قسم محذوف، وكذا ما في قوله تعالى: فلنعم المجيبون أي: وبالله لقد دعانا نوح حين يئس من إيمان قومه - بعدما دعاهم إليه أحقابا ودهورا فلم يزدهم دعاؤه إلا فرارا ونفورا - فأجبناه أحسن الإجابة، فوالله لنعم المجيبون نحن، فحذف ما حذف ثقة بدلالة ما ذكر عليه، والجمع دليل العظمة والكبرياء.