والله خلقكم وما تعملون
والله خلقكم وما تعملون حال من فاعل (تعبدون) مؤكدة للإنكار والتوبيخ، أي: والحال أنه تعالى خلقكم وخلق ما تعملونه، فإن جواهر أصنامهم ومادتها بخلقه تعالى، وشكلها - وإن كان بفعلهم - لكنه بإقداره تعالى إياهم عليه، وخلقه ما يتوقف عليه فعلهم من الدواعي والعدد والأسباب، و"ما تعملون" إما عبارة عن الأصنام فوضعه موضع ضمير "ما تنحتون" للإيذان بأن مخلوقيتها لله - عز وجل - ليس من حيث نحتهم لها فقط بل من حيث سائر أعمالهم أيضا من التصوير والتحلية والتزيين ونحوها، وإما على عمومه فينتظم الأصنام انتظاما [ ص: 199 ] أوليا مع ما فيه من تحقيق الحق ببيان أن جميع ما يعملونه كائنا ما كان مخلوق له سبحانه، وقيل: "ما" مصدرية، أي: عملكم على أنه بمعنى المفعول، وقيل: بمعناه فإن فعلهم إذا كان بخلق الله تعالى كان مفعولهم المتوقف على فعلهم أولى بذلك.