والطير محشورة كل له أواب
والطير عطف على الجبال محشورة حال من "الطير"، والعامل "سخرنا"، أي : وسخرنا الطير حال كونها محشورة . عن رضي الله عنهما كان إذا سبح جاوبته الجبال بالتسبيح، واجتمعت إليه الطير فسبحت، وذلك حشرها . وقرئ : ( والطير محشورة ) بالرفع على الابتداء والخبرية . ابن عباس كل له أواب استئناف مقرر لمضمون ما قبله مصرح بما فهم منه إجمالا من تسبيح الطير، أي : كل واحد من الجبال والطير لأجل تسبيحه رجاع إلى التسبيح، ووضع الأواب موضع المسبح، إما لأنها كانت ترجع التسبيح، والمرجع رجاع; لأنه يرجع إلى فعله رجوعا بعد رجوع . وإما لأن الأواب هو التواب الكثير الرجوع إلى الله تعالى، ومن دأبه إكثار الذكر، وإدامة التسبيح والتقديس . وقيل : الضمير لله عز وجل، أي : كل من داود والجبال والطير لله أواب، أي : مسبح مرجع للتسبيح .