أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون
أفمن يتقي بوجهه . . . إلخ . استئناف جار مجرى التعليل لما قبله من تباين حالي المهتدي والضال، والكلام في الهمزة والفاء وحذف الخبر كالذي مر في نظيريه . والتقدير : أكل الناس سواء فمن شأنه أنه بقى نفسه بوجهه الذي هو أشرف أعضائه . سوء العذاب أي : العذاب السيئ الشديد . يوم القيامة لكون يده التي بها كان يتقي المكاره والمخاوف مغلولة إلى عنقه كمن هو آمن لا يعتريه مكروه، ولا يحتاج إلى الاتقاء بوجه من الوجوه . وقيل : نزلت في أبي جهل . وقيل للظالمين عطف على يتقي، أي : ويقال لهم من جهة خزنة النار . وصيغة الماضي للدلالة على التحقق والتقرر، وقيل : هو حال من ضمير "يتقي" بإضمار قد، ووضع المظهر في مقام المضمر للتسجيل عليهم بالظلم، والإشعار بعلة الأمر في قوله تعالى : ذوقوا ما كنتم تكسبون أي : وبال ما كنتم تكسبونه في الدنيا على الدوام من الكفر والمعاصي .