يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين غالبين عالين على بني إسرائيل في الأرض أي : أرض مصر لا يقاومكم أحد في هذا الوقت . فمن ينصرنا من بأس الله من أخذه وعذابه إن جاءنا أي : فلا تفسدوا أمركم ولا تتعرضوا لبأس الله بقتله فإن جاءنا لم يمنعنا منه أحد، وإنما نسب ما يسرهم من الملك والظهور في الأرض إليهم خاصة، ونظم نفسه في سلكهم فيما يسوءهم من مجيء بأس الله تعالى تطييبا لقلوبهم، وإيذانا بأنه مناصح لهم ساع في تحصيل ما يجديهم ودفع ما يرديهم سعيه في حق نفسه ليتأثروا بنصحه . قال فرعون بعد ما سمع نصحه ما أريكم أي : ما أشير عليكم إلا ما أرى وأستصوبه من قتله وما أهديكم بهذا الرأي إلا سبيل الرشاد أي : الصواب أو لا أعلمكم إلا ما أعلم ولا أسر عنكم خلاف ما أظهره، ولقد كذب حيث كان مستشعرا للخوف الشديد، ولكنه كان يتجلد، ولولاه لما استشار أحدا أبدا، وقرئ بتشديد الشين للمبالغة من رشد كعلام، أو من رشد كعباد لا من أرشد كجبار من أجبر; لأنه مقصور على السماع، أو للنسبة إلى الرشد كعواج وبتات غير منظور فيه إلى فعل .