nindex.php?page=treesubj&link=28974_19570_19863_30614_30726_32024_32423_32431_32495_34140_34200_34308nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186لتبلون شروع في تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين عما سيلقونه من جهة الكفرة من المكاره إثر تسليتهم عما قد وقع منهم ليوطنوا أنفسهم على احتماله عند وقوعه ويستعدوا للقائه ويقابلوه بحسن الصبر والثبات فإن هجوم الأوجال مما يزلزل أقدام الرجال والاستعداد للكروب مما يهون الخطوب، وأصل
nindex.php?page=treesubj&link=34308الابتلاء: الاختبار، أي: تطلب الخبرة بحال المختبر بتعريضه لأمر يشق عليه غالبا ملابسته ومقارفته وذلك إنما يتصور حقيقة مما لا وقوف له على عواقب الأمور، وأما من جهة العليم الخبير فلا يكون إلا مجازا من تمكينه للعبد من اختيار أحد الأمرين أو الأمور قبل أن يرتب عليه شيئا هو من مباديه العادية كما مر، والجملة جواب قسم محذوف أي: والله لتبلون، أي: لتعاملن معاملة المختبر ليظهر ما عندكم من الثبات على الحق والأعمال الحسنة وفائدة التوكيد إما تحقيق معنى الابتلاء تهوينا للخطب، وإما تحقيق وقوع المبتلى به مبالغة في الحث على ما أريد منهم من التهيؤ والاستعداد.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186في أموالكم بما يقع فيها من ضروب الآفات المؤدية إلى هلاكها، وأما إنفاقها في سبيل الخير مطلقا فلا يليق نظما في سلك الابتلاء لما أنه من باب الإضعاف لا من قبيل الإتلاف.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وأنفسكم بالقتل والأسر والجراح وما يرد عليها من أصناف المتاعب والمخاوف والشدائد ونحو ذلك، وتقديم الأموال لكثرة وقوع الهلكة فيها.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم أي: من قبل إيتائكم القرآن، وهم اليهود والنصارى، عبر عنهم بذلك للإشعار بمدار الشقاق والإيذان بأن بعض ما يسمعونه منهم مستند على زعمهم إلى الكتاب كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183إن [ ص: 124 ] الله عهد إلينا إلخ ، والتصريح بالقبلية لتأكيد الإشعار وتقوية المدار فإن قدم نزول كتابهم مما يؤيد تمسكهم به.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186ومن الذين أشركوا أذى كثيرا من الطعن في الدين الحنيف والقدح في أحكام الشرع الشريف وصد من أراد أن يؤمن وتخطئة من آمن وما كان من
كعب بن الأشرف وأضرابه من هجاء المؤمنين وتحريض المشركين على مضادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك مما لا خير فيه.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وإن تصبروا أي: على تلك الشدائد والبلوى عند ورودها وتقابلوها بحسن التجمل.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وتتقوا أي: تتبتلوا إلى الله تعالى بالكلية معرضين عما سواه بالمرة بحيث يتساوى عندكم وصول المحبوب ولقاء المكروه.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186فإن ذلك إشارة إلى الصبر والتقوى وما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو درجتهما وبعد منزلتهما، وتوحيد حرف الخطاب إما باعتبار كل واحد من المخاطبين، وإما لأن المراد بالخطاب مجرد التنبيه من غير ملاحظة خصوصية أحوال المخاطبين.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186من عزم الأمور من معزوماتها التي يتنافس فيها المتنافسون أى مما يحب أن يعزم عليه كل أحد لما فيه من كمال المزية والشرف أو مما عزم الله تعالى عليه وأمر به وبالغ فيه، يعني أن ذلك عزمة من عزمات الله تعالى لا بد أن تصبروا وتتقوا، والجملة تعليل لجواب الشرط واقع موقعه كأنه قيل: وإن تصبروا وتتقوا فهو خير لكم أو فافعلوا أو فقد أحسنتم أو فقد أصبتم فإن ذلك إلخ ، ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى صبر المخاطبين وتقواهم فالجملة حينئذ جواب الشرط، وفي إبراز الأمر بالصبر والتقوى في صورة الشرطية من إظهار كمال اللطف بالعباد ما لا يخفى.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_19570_19863_30614_30726_32024_32423_32431_32495_34140_34200_34308nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوُا الْكِتَابَ مِنَ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ عَزْمِ الأُمُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186لَتُبْلَوُنَّ شُرُوعٌ فِي تَسْلِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا سَيَلْقَوْنَهُ مِنْ جِهَةِ الْكَفَرَةِ مِنَ الْمَكَارِهِ إِثْرَ تَسْلِيَتِهِمْ عَمَّا قَدْ وَقَعَ مِنْهُمْ لِيُوَطِّنُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى احْتِمَالِهِ عِنْدَ وُقُوعِهِ وَيَسْتَعِدُّوا لِلِقَائِهِ وَيُقَابِلُوهُ بِحُسْنِ الصَّبْرِ وَالثَّبَاتِ فَإِنَّ هُجُومَ الْأَوْجَالِ مِمَّا يُزَلْزِلُ أَقْدَامَ الرِّجَالِ وَالِاسْتِعْدَادَ لِلْكُرُوبِ مِمَّا يُهَوِّنُ الْخُطُوبَ، وَأَصْلُ
nindex.php?page=treesubj&link=34308الِابْتِلَاءِ: الِاخْتِبَارُ، أَيْ: تَطْلُبُ الْخِبْرَةَ بِحَالِ الْمُخْتَبَرِ بِتَعْرِيضِهِ لِأَمْرٍ يَشُقُّ عَلَيْهِ غَالِبَاً مُلَابَسَتُهُ وَمُقَارَفَتُهُ وَذَلِكَ إِنَّمَا يُتَصَوَّرُ حَقِيقَةً مِمَّا لَا وُقُوفَ لَهُ عَلَى عَوَاقِبِ الْأُمُورِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْعَلِيمِ الْخَبِيرِ فَلَا يَكُونُ إِلَّا مَجَازَاً مِنْ تَمْكِينِهِ لِلْعَبْدِ مِنِ اخْتِيَارِ أَحَدِ الْأَمْرَيْنِ أَوِ الْأُمُورِ قَبْلَ أَنْ يُرَتِّبَ عَلَيْهِ شَيْئَاً هُوَ مِنْ مَبَادِيهِ الْعَادِيَّةِ كَمَا مَرَّ، وَالْجُمْلَةُ جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ أَيْ: وَاللَّهِ لَتُبْلَوُنَّ، أَيْ: لَتُعَامَلُنَّ مُعَامَلَةَ الْمُخْتَبَرِ لِيَظْهَرَ مَا عِنْدَكُمْ مِنَ الثَّبَاتِ عَلَى الْحَقِّ وَالْأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ وَفَائِدَةُ التَّوْكِيدِ إِمَّا تَحْقِيقُ مَعْنَى الِابْتِلَاءِ تَهْوِينَاً لِلْخَطْبِ، وَإِمَّا تَحْقِيقُ وُقُوعِ الْمُبْتَلَى بِهِ مُبَالَغَةً فِي الْحَثِّ عَلَى مَا أُرِيدَ مِنْهُمْ مِنَ التَّهَيُّؤِ وَالِاسْتِعْدَادِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186فِي أَمْوَالِكُمْ بِمَا يَقَعُ فِيهَا مِنْ ضُرُوبِ الْآفَاتِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى هَلَاكِهَا، وَأَمَّا إِنْفَاقُهَا فِي سَبِيلِ الْخَيْرِ مُطْلَقَاً فَلَا يَلِيقُ نَظْمَاً فِي سِلْكِ الِابْتِلَاءِ لِمَا أَنَّهُ مِنْ بَابِ الْإِضْعَافِ لَا مِنْ قَبِيلِ الْإِتْلَافِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وَأَنْفُسِكُمْ بِالْقَتْلِ وَالْأَسْرِ وَالْجِرَاحِ وَمَا يَرِدُ عَلَيْهَا مِنْ أَصْنَافِ الْمَتَاعِبِ وَالْمَخَاوِفِ وَالشَّدَائِدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَتَقْدِيمُ الْأَمْوَالِ لِكَثْرَةِ وُقُوعِ الْهَلَكَةِ فِيهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوُا الْكِتَابَ مِنَ قَبْلِكُمْ أَيْ: مِنْ قَبْلِ إِيتَائِكُمُ القرآن، وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، عَبَّرَ عَنْهُمْ بِذَلِكَ لِلْإِشْعَارِ بِمَدَارِ الشِّقَاقِ وَالْإِيذَانِ بِأَنَّ بَعْضَ مَا يَسْمَعُونَهُ مِنْهُمْ مُسْتَنِدٌ عَلَى زَعْمِهِمْ إِلَى الْكِتَابِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183إِنَّ [ ص: 124 ] اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا إِلَخْ ، وَالتَّصْرِيحُ بِالْقَبْلِيَّةِ لِتَأْكِيدِ الْإِشْعَارِ وَتَقْوِيَةِ الْمَدَارِ فَإِنَّ قِدَمَ نُزُولِ كِتَابِهِمْ مِمَّا يُؤَيِّدُ تَمَسُّكَهُمْ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا مِنَ الطَّعْنِ فِي الدِّينِ الْحَنِيفِ وَالْقَدْحِ فِي أَحْكَامِ الشَّرْعِ الشَّرِيفِ وَصَدِّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُؤْمِنَ وَتَخْطِئَةِ مَنْ آمَنَ وَمَا كَانَ مِنْ
كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ وَأَضْرَابِهِ مِنْ هِجَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَتَحْرِيضِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى مُضَادَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وَإِنْ تَصْبِرُوا أَيْ: عَلَى تِلْكَ الشَّدَائِدِ وَالْبَلْوَى عِنْدَ وُرُودِهَا وَتُقَابِلُوهَا بِحُسْنِ التَّجَمُّلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وَتَتَّقُوا أَيْ: تَتَبَتَّلُوا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْكُلِّيَّةِ مُعْرِضِينَ عَمَّا سِوَاهُ بِالْمَرَّةِ بِحَيْثُ يَتَسَاوَى عِنْدَكُمْ وُصُولُ الْمَحْبُوبِ وَلِقَاءُ الْمَكْرُوهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186فَإِنَّ ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى الصَّبْرِ وَالتَّقْوَى وَمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْبُعْدِ لِلْإِيذَانِ بِعُلُوِّ دَرَجَتِهِمَا وَبُعْدِ مَنْزِلَتِهِمَا، وَتَوْحِيدُ حَرْفِ الْخِطَابِ إِمَّا بِاعْتِبَارِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُخَاطَبِينَ، وَإِمَّا لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْخِطَابِ مُجَرَّدُ التَّنْبِيهِ مِنْ غَيْرِ مُلَاحَظَةِ خُصُوصِيَّةِ أَحْوَالِ الْمُخَاطَبِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ مِنْ مَعْزُومَاتِهَا الَّتِي يَتَنَافَسُ فِيهَا الْمُتَنَافِسُونَ أَىْ مِمَّا يُحِبُّ أَنْ يَعْزِمَ عَلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ لِمَا فِيهِ مِنْ كَمَالِ الْمَزِيَّةِ وَالشَّرَفِ أَوْ مِمَّا عَزَمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَأَمَرَ بِهِ وَبَالَغَ فِيهِ، يَعْنِي أَنَّ ذَلِكَ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمَاتِ اللَّهِ تَعَالَى لَا بُدَّ أَنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا، وَالْجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِجَوَابِ الشَّرْطِ وَاقِعٌ مَوْقِعَهُ كَأَنَّهُ قِيلَ: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ أَوْ فَافْعَلُوا أَوْ فَقَدْ أَحْسَنْتُمْ أَوْ فَقَدْ أَصَبْتُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ إِلَخْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِشَارَةً إِلَى صَبْرِ الْمُخَاطَبِينَ وَتَقْوَاهُمْ فَالْجُمْلَةُ حِينَئِذٍ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَفِي إِبْرَازِ الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ وَالتَّقْوَى فِي صُورَةِ الشَّرْطِيَّةِ مِنْ إِظْهَارِ كَمَالِ اللُّطْفِ بِالْعِبَادِ مَا لَا يَخْفَى.