nindex.php?page=treesubj&link=32016_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_31842_34189_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_31791_32024_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون nindex.php?page=treesubj&link=31788_31791_32024_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون nindex.php?page=treesubj&link=28760_30549_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون nindex.php?page=treesubj&link=28760_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات هيهات لما توعدون nindex.php?page=treesubj&link=28760_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_32024_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=24262_33177_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39قال رب انصرني بما كذبون nindex.php?page=treesubj&link=30550_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40قال عما قليل ليصبحن نادمين nindex.php?page=treesubj&link=19734_30539_31843_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين
(31) لما ذكر نوحا وقومه، وكيف أهلكهم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين الظاهر أنهم
"ثمود" قوم
صالح - عليه السلام - لأن هذه القصة تشبه قصتهم.
(32)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فأرسلنا فيهم رسولا منهم من جنسهم، يعرفون نسبه وحسبه وصدقه؛
[ ص: 1129 ] ليكون ذلك أسرع لانقيادهم إذا كان منهم وأبعد عن اشمئزازهم، فدعا إلى ما دعت إليه الرسل أممهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره فكلهم اتفقوا على هذه الدعوة، وهي أول دعوة يدعون بها أممهم، الأمر بعبادة الله، والإخبار أنه المستحق لذلك، والنهي عن عبادة ما سواه، والإخبار ببطلان ذلك وفساده، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32أفلا تتقون ربكم، فتجتنبوا هذه الأوثان والأصنام.
(33) فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ؛ أي: قال الرؤساء الذين جمعوا بين الكفر والمعاندة، وأطغاهم ترفهم في الحياة الدنيا معارضة لنبيهم وتكذيبا وتحذيرا منه:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ما هذا إلا بشر مثلكم ؛ أي: من جنسكم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون فما الذي يفضله عليكم؟! فهلا كان ملكا لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب! (34)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ؛ أي: إن تبعتموه وجعلتموه لكم رئيسا - وهو مثلكم - إنكم لمسلوبو العقل، نادمون على ما فعلتم. وهذا من العجب، فإن الخسار والندامة حقيقة لمن لم يتابعه ولم ينقد له. والجهل والسفه العظيم لمن تكبر عن الانقياد لبشر، خصه الله بوحيه، وفضله برسالته، وابتلي بعبادة الشجر والحجر، وهذا نظير قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر . (35 - 36) فلما أنكروا رسالته وردوها أنكروا ما جاء به من البعث بعد الموت، والمجازاة على الأعمال فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات هيهات لما توعدون أي بعيد بعيد ما يعدكم به من البعث بعد أن تمزقتم وكنتم ترابا وعظاما، فنظروا نظرا قاصرا، ورأوا هذا بالنسبة إلى قدرهم غير ممكن، فقاسوا قدرة الخالق بقدرهم - تعالى الله - فأنكروا قدرته على إحياء الموتى، وعجزوه غاية التعجيز، ونسوا خلقهم أول مرة، وأن الذي أنشأهم من العدم؛ فإعادته لهم بعد البلى أهون عليه، وكلاهما هين لديه فلم لا ينكرون أول خلقهم، ويكابرون المحسوسات، ويقولون: إننا لم نزل موجودين؛ حتى يسلم لهم إنكارهم للبعث وينتقلوا معهم إلى الاحتجاج على إثبات وجود الخالق العظيم؟!
وهنا دليل آخر، وهو أن الذي أحيا الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير، وثم دليل آخر وهو ما أجاب به المنكرين للبعث
[ ص: 1130 ] في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد فقال في جوابهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4قد علمنا ما تنقص الأرض منهم أي في البلى
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4وعندنا كتاب حفيظ .
(37)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا أي يموت أناس ويحيا أناس
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37وما نحن بمبعوثين .
(38)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25إن هو إلا رجل به جنة فلهذا أتى بما أتى به من توحيد الله وإثبات المعاد!
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25فتربصوا به حتى حين ؛ أي: ارفعوا عنه العقوبة بالقتل وغيره؛ احتراما له، ولأنه مجنون غير مؤاخذ بما يتكلم به، أي فلم يبق بزعمهم الباطل مجادلة معه لصحة ما جاء به فإنهم قد عرفوا بطلانه، وإنما بقي الكلام هل يوقعون به أم لا؟ فبزعمهم أن عقولهم الرزينة اقتضت الإبقاء عليه وترك الإيقاع به مع قيام الموجب!! فهل فوق هذا العناد والكفر غاية؟ (39) ولهذا لما اشتد كفرهم ولم ينفع فيهم الإنذار دعا عليهم نبيهم فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39رب انصرني بما كذبون أي بإهلاكهم وخزيهم الدنيوي قبل الآخرة . (40 -41) قال الله مجيبا لدعوته
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عما قليل ليصبحن نادمين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فأخذتهم الصيحة بالحق لا بالظلم والجور، بل بالعدل وظلمهم أخذتهم الصيحة فأهلكتهم عن آخرهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فجعلناهم غثاء أي هشما يبسا بمنزلة غثاء السيل الملقى في جنبات الوادي، وقال في الآية الأخرى:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فبعدا للقوم الظالمين أي أتبعوا مع عذابهم البعد واللعنة والذم من العالمين
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين .
nindex.php?page=treesubj&link=32016_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_31842_34189_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_31791_32024_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=31788_31791_32024_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28760_30549_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28760_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28760_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_32024_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38إِنْ هُوَ إِلا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=24262_33177_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ nindex.php?page=treesubj&link=30550_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19734_30539_31843_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
(31) لَمَّا ذَكَرَ نُوحًا وَقَوْمَهُ، وَكَيْفَ أَهْلَكَهُمْ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ الظَّاهِرُ أَنَّهُمْ
"ثَمُودُ" قَوْمُ
صَالِحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِأَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ تُشْبِهُ قِصَّتَهُمْ.
(32)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ مِنْ جِنْسِهِمْ، يَعْرِفُونَ نَسَبَهُ وَحَسَبَهُ وَصِدْقَهُ؛
[ ص: 1129 ] لِيَكُونَ ذَلِكَ أَسْرَعَ لِانْقِيَادِهِمْ إِذَا كَانَ مِنْهُمْ وَأَبْعَدَ عَنِ اشْمِئْزَازِهِمْ، فَدَعَا إِلَى مَا دَعَتِ إِلَيْهِ الرُّسُلُ أُمَمَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ فَكُلُّهُمُ اتَّفَقُوا عَلَى هَذِهِ الدَّعْوَةِ، وَهِيَ أَوَّلُ دَعْوَةٍ يَدْعُونَ بِهَا أُمَمَهُمُ، الْأَمْرُ بِعِبَادَةِ اللَّهِ، وَالْإِخْبَارُ أَنَّهُ الْمُسْتَحِقُّ لِذَلِكَ، وَالنَّهْيُ عَنْ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ، وَالْإِخْبَارُ بِبُطْلَانِ ذَلِكَ وَفَسَادِهِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32أَفَلا تَتَّقُونَ رَبَّكُمْ، فَتَجْتَنِبُوا هَذِهِ الْأَوْثَانَ وَالْأَصْنَامَ.
(33) فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ؛ أَيْ: قَالَ الرُّؤَسَاءُ الَّذِينَ جَمَعُوا بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْمُعَانَدَةِ، وَأَطْغَاهُمْ تَرَفُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مُعَارَضَةً لِنَبِيِّهِمْ وَتَكْذِيبًا وَتَحْذِيرًا مِنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ؛ أَيْ: مِنْ جِنْسِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ فَمَا الَّذِي يُفَضِّلُهُ عَلَيْكُمْ؟! فَهَلَّا كَانَ مَلَكًا لَا يَأْكُلُ الطَّعَامَ، وَلَا يَشْرَبُ الشَّرَابَ! (34)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ؛ أَيْ: إِنْ تَبِعْتُمُوهُ وَجَعَلْتُمُوهُ لَكُمْ رَئِيسًا - وَهُوَ مِثْلُكُمْ - إِنَّكُمْ لَمَسْلُوبُو الْعَقْلِ، نَادِمُونَ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ. وَهَذَا مِنَ الْعَجَبِ، فَإِنَّ الْخَسَارَ وَالنَّدَامَةَ حَقِيقَةٌ لِمَنْ لَمْ يُتَابِعْهُ وَلَمْ يَنْقَدْ لَهُ. وَالْجَهْلَ وَالسَّفَهَ الْعَظِيمَ لِمَنْ تَكَبَّرَ عَنِ الِانْقِيَادِ لِبَشَرٍ، خَصَّهُ اللَّهُ بِوَحْيِهِ، وَفَضَّلَهُ بِرِسَالَتِهِ، وَابْتُلِيَ بِعِبَادَةِ الشَّجَرِ وَالْحَجَرِ، وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ . (35 - 36) فَلَمَّا أَنْكَرُوا رِسَالَتَهُ وَرَدُّوهَا أَنْكَرُوا مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْمُجَازَاةِ عَلَى الْأَعْمَالِ فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ أَيْ بَعِيدٌ بَعِيدٌ مَا يَعِدُكُمْ بِهِ مِنَ الْبَعْثِ بَعْدَ أَنْ تَمَزَّقْتُمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا، فَنَظَرُوا نَظَرًا قَاصِرًا، وَرَأَوْا هَذَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى قُدَرِهِمْ غَيْرَ مُمْكِنٍ، فَقَاسُوا قُدْرَةَ الْخَالِقِ بِقُدَرِهِمْ - تَعَالَى اللَّهُ - فَأَنْكَرُوا قُدْرَتَهُ عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى، وَعَجَّزُوهُ غَايَةَ التَّعْجِيزِ، وَنَسُوا خَلْقَهُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَأَنَّ الَّذِي أَنْشَأَهُمْ مِنَ الْعَدَمِ؛ فَإِعَادَتُهُ لَهُمْ بَعْدَ الْبِلَى أَهْوَنُ عَلَيْهِ، وَكِلَاهُمَا هَيِّنٌ لَدَيْهِ فَلِمَ لَا يُنْكِرُونَ أَوَّلَ خَلْقِهِمْ، وَيُكَابِرُونَ الْمَحْسُوسَاتِ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنَا لَمْ نَزَلْ مَوْجُودِينَ؛ حَتَّى يَسْلَمَ لَهُمْ إِنْكَارُهُمْ لِلْبَعْثِ وَيَنْتَقِلُوا مَعَهُمُ إِلَى الِاحْتِجَاجِ عَلَى إِثْبَاتِ وُجُودِ الْخَالِقِ الْعَظِيمِ؟!
وَهُنَا دَلِيلٌ آخَرُ، وَهُوَ أَنَّ الَّذِي أَحْيَا الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لِمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَثَمَّ دَلِيلٌ آخَرُ وَهُوَ مَا أَجَابَ بِهِ الْمُنْكِرِينَ لِلْبَعْثِ
[ ص: 1130 ] فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=2بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ فَقَالَ فِي جَوَابِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ أَيْ فِي الْبِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=4وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ .
(37)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا أَيْ يَمُوتُ أُنَاسٌ وَيَحْيَا أُنَاسٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ .
(38)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25إِنْ هُوَ إِلا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَلِهَذَا أَتَى بِمَا أَتَى بِهِ مِنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَإِثْبَاتِ الْمَعَادِ!
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ؛ أَيِ: ارْفَعُوا عَنْهُ الْعُقُوبَةَ بِالْقَتْلِ وَغَيْرِهِ؛ احْتِرَامًا لَهُ، وَلِأَنَّهُ مَجْنُونٌ غَيْرُ مُؤَاخَذٍ بِمَا يَتَكَلَّمُ بِهِ، أَيْ فَلَمْ يَبْقَ بِزَعْمِهِمُ الْبَاطِلِ مُجَادَلَةٌ مَعَهُ لِصِحَّةِ مَا جَاءَ بِهِ فَإِنَّهُمْ قَدْ عَرَفُوا بُطْلَانَهُ، وَإِنَّمَا بَقِيَ الْكَلَامُ هَلْ يُوقِعُونَ بِهِ أَمْ لَا؟ فَبِزَعْمِهِمْ أَنَّ عُقُولَهُمُ الرَّزِينَةَ اقْتَضَتِ الْإِبْقَاءَ عَلَيْهِ وَتَرْكَ الْإِيقَاعِ بِهِ مَعَ قِيَامِ الْمُوجِبِ!! فَهَلْ فَوْقَ هَذَا الْعِنَادِ وَالْكُفْرِ غَايَةٌ؟ (39) وَلِهَذَا لَمَّا اشْتَدَّ كُفْرُهُمْ وَلَمْ يَنْفَعْ فِيهِمُ الْإِنْذَارُ دَعَا عَلَيْهِمْ نَبِيُّهُمْ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ أَيْ بِإِهْلَاكِهِمْ وَخِزْيِهِمُ الدُّنْيَوِيِّ قَبْلَ الْآخِرَةِ . (40 -41) قَالَ اللَّهُ مُجِيبًا لِدَعْوَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ لَا بِالظُّلْمِ وَالْجَوْرِ، بَلْ بِالْعَدْلِ وَظُلْمِهِمْ أَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ فَأَهْلَكَتْهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً أَيْ هَشِمًا يَبِسًا بِمَنْزِلَةِ غُثَاءِ السَّيْلِ الْمُلْقَى فِي جَنْبَاتِ الْوَادِي، وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ أَيْ أُتْبِعُوا مَعَ عَذَابِهِمُ الْبُعْدَ وَاللَّعْنَةَ وَالذَّمَّ مِنَ الْعَالَمِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ .