[ ص: 1395 ] nindex.php?page=treesubj&link=28723_28861_29694_31070_31078_33368_34220_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما
(50) يقول تعالى ممتنا على رسوله بإحلاله له ما أحل مما يشترك هو والمؤمنون، وما ينفرد به، ويختص:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن أي: أعطيتهن مهورهن من الزوجات، وهذا من الأمور المشتركة بينه وبين المؤمنين، فإن المؤمنين كذلك يباح لهم ما آتوهن أجورهن من الأزواج.
( و ) كذلك أحللنا لك
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52ما ملكت يمينك أي: الإماء التي ملكت
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50مما أفاء الله عليك من غنيمة الكفار من عبيدهم، والأحرار من لهن زوج منهم، ومن لا زوج لهن، وهذا أيضا مشترك.
وكذلك من المشترك، قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك شمل العم والعمة، والخال والخالة، القريبين والبعيدين، وهذا حصر المحللات، يؤخذ من مفهومه، أن ما عداهن من الأقارب غير محلل، كما تقدم في سورة النساء، فإنه لا يباح من الأقارب من النساء، غير هؤلاء الأربع، وما عداهن من الفروع مطلقا، والأصول مطلقا، وفروع الأب والأم، وإن نزلوا، وفروع من فوقهم لصلبه، فإنه لا يباح.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50اللاتي هاجرن معك قيد لحل هؤلاء للرسول، كما هو الصواب من القولين، في تفسير هذه الآية، وأما غيره عليه الصلاة والسلام، فقد علم أن هذا قيد لغير الصحة.
( و ) أحللنا لك " امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي " بمجرد هبتها نفسها.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50إن أراد النبي أن يستنكحها أي: هذا تحت الإرادة والرغبة،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50خالصة لك من دون المؤمنين يعني: إباحة الموهوبة وأما المؤمنون فلا يحل لهم أن يتزوجوا امرأة، بمجرد هبتها نفسها لهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم أي: قد علمنا ما على المؤمنين، وما يحل لهم، وما لا يحل من الزوجات وملك اليمين. وقد أعلمناهم بذلك، وبينا فرائضه، فما في هذه الآية مما يخالف ذلك، فإنه خاص لك؛ لكون الله جعله خطابا للرسول وحده بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50يا أيها النبي إنا أحللنا لك إلى آخر الآية.
[ ص: 1396 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50خالصة لك من دون المؤمنين وأبحنا لك يا أيها النبي ما لم نبح لهم، ووسعنا عليك ما لم نوسع على غيرك،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50لكيلا يكون عليك حرج وهذا من زيادة اعتناء الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50وكان الله غفورا رحيما أي: لم يزل متصفا بالمغفرة والرحمة، وينزل على عباده من مغفرته ورحمته، وجوده وإحسانه، ما اقتضته حكمته، ووجدت منهم أسبابه.
[ ص: 1395 ] nindex.php?page=treesubj&link=28723_28861_29694_31070_31078_33368_34220_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
(50) يَقُولُ تَعَالَى مُمَتَّنًا عَلَى رَسُولِهِ بِإِحْلَالِهِ لَهُ مَا أَحَلَّ مِمَّا يَشْتَرِكُ هُوَ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَمَا يَنْفَرِدُ بِهِ، وَيَخْتَصُّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ أَيْ: أَعْطَيْتَهُنَّ مُهُورَهُنَّ مِنَ الزَّوْجَاتِ، وَهَذَا مِنَ الْأُمُورِ الْمُشْتَرِكَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ كَذَلِكَ يُبَاحُ لَهُمْ مَا آتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مِنَ الْأَزْوَاجِ.
( وَ ) كَذَلِكَ أَحْلَلْنَا لَكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ أَيِ: الْإِمَاءُ الَّتِي مَلَكْتَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنْ غَنِيمَةِ الْكُفَّارِ مِنْ عَبِيدِهِمْ، وَالْأَحْرَارِ مَنْ لَهُنَّ زَوْجٌ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَا زَوْجَ لَهُنَّ، وَهَذَا أَيْضًا مُشْتَرَكٌ.
وَكَذَلِكَ مِنَ الْمُشْتَرَكِ، قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ شَمِلَ الْعَمَّ وَالْعَمَّةَ، وَالْخَالَ وَالْخَالَةَ، الْقَرِيبِينَ وَالْبَعِيدِينَ، وَهَذَا حَصْرُ الْمُحَلَّلَاتِ، يُؤْخَذُ مِنْ مَفْهُومِهِ، أَنَّ مَا عَدَاهُنَّ مِنَ الْأَقَارِبِ غَيْرُ مُحَلَّلٍ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يُبَاحُ مِنَ الْأَقَارِبِ مِنَ النِّسَاءِ، غَيْرُ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ، وَمَا عَدَاهُنَّ مِنَ الْفُرُوعِ مُطْلَقًا، وَالْأُصُولِ مُطْلَقًا، وَفُرُوعِ الْأَبِ وَالْأُمِّ، وَإِنْ نَزَلُوا، وَفُرُوعِ مَنْ فَوْقَهُمْ لِصُلْبِهِ، فَإِنَّهُ لَا يُبَاحُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ قَيْدٌ لِحِلِّ هَؤُلَاءِ لِلرَّسُولِ، كَمَا هُوَ الصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلَيْنِ، فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ، وَأَمَّا غَيْرُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَقَدْ عُلِمَ أَنَّ هَذَا قَيْدٌ لِغَيْرِ الصِّحَّةِ.
( وَ ) أَحْلَلْنَا لَكَ " امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ " بِمُجَرَّدِ هِبَتِهَا نَفْسَهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا أَيْ: هَذَا تَحْتَ الْإِرَادَةِ وَالرَّغْبَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي: إِبَاحَةَ الْمَوْهُوبَةِ وَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَلَا يَحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَتَزَوَّجُوا امْرَأَةً، بِمُجَرَّدِ هِبَتِهَا نَفْسَهَا لَهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ أَيْ: قَدْ عَلِمْنَا مَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا يَحِلُّ لَهُمْ، وَمَا لَا يَحِلُّ مِنَ الزَّوْجَاتِ وَمِلْكِ الْيَمِينِ. وَقَدْ أَعْلَمْنَاهُمْ بِذَلِكَ، وَبَيَّنَّا فَرَائِضَهُ، فَمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِمَّا يُخَالِفُ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ خَاصٌّ لَكَ؛ لِكَوْنِ اللَّهِ جَعَلَهُ خِطَابًا لِلرَّسُولِ وَحْدَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
[ ص: 1396 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَبَحْنَا لَكَ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ مَا لَمْ نُبِحْ لَهُمْ، وَوَسَّعْنَا عَلَيْكَ مَا لَمْ نُوَسِّعْ عَلَى غَيْرِكَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَهَذَا مِنْ زِيَادَةِ اعْتِنَاءِ اللَّهِ تَعَالَى بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا أَيْ: لَمْ يَزَلْ مُتَّصِفًا بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَيُنَزِّلُ عَلَى عِبَادِهِ مِنْ مَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَجُودِهِ وَإِحْسَانِهِ، مَا اقْتَضَتْهُ حِكْمَتُهُ، وَوُجِدَتْ مِنْهُمْ أَسْبَابُهُ.