nindex.php?page=treesubj&link=19525_25872_27214_31077_31357_32397_32655_34349_34387_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما nindex.php?page=treesubj&link=28723_34091_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=54إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما
(53) يأمر تعالى عباده المؤمنين، بالتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دخول بيوته فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام أي: لا تدخلوها بغير إذن للدخول فيها، لأجل الطعام. وأيضا لا تكونوا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ناظرين إناه أي: منتظرين ومتأنين لانتظار نضجه، أو سعة صدر بعد الفراغ منه. والمعنى: أنكم لا تدخلوا بيوت النبي إلا بشرطين:
الإذن لكم بالدخول، وأن يكون جلوسكم بمقدار الحاجة، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث [ ص: 1398 ] أي: قبل الطعام وبعده.
ثم بين حكمة النهي وفائدته فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53إن ذلكم أي: انتظاركم الزائد على الحاجة،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53كان يؤذي النبي أي: يتكلف منه ويشق عليه حبسكم إياه عن شئون بيته، واشتغاله فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53فيستحيي منكم أن يقول لكم:" اخرجوا "كما هو جاري العادة، أن الناس -خصوصا أهل الكرم منهم- يستحيون أن يخرجوا الناس من مساكنهم، ( و ) لكن " الله لا يستحيي من الحق " فالأمر الشرعي، ولو كان يتوهم أن في تركه أدبا وحياء، فإن الحزم كل الحزم، اتباع الأمر الشرعي، وأن يجزم أن ما خالفه، ليس من الأدب في شيء. والله تعالى لا يستحيي أن يأمركم بما فيه الخير لكم، والرفق لرسوله كائنا ما كان.
فهذا أدبهم في الدخول في بيوته، وأما أدبهم معه في خطاب زوجاته، فإنه: إما أن يحتاج إلى ذلك، أو لا يحتاج إليه، فإن لم يحتج إليه فلا حاجة إليه، والأدب تركه، وإن احتيج إليه، كأن يسألن متاعا أو غيره من أواني البيت أو نحوها، فإنهن يسألن
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53من وراء حجاب أي: يكون بينكم وبينهن ستر يستر عن النظر؛ لعدم الحاجة إليه، فصار النظر إليهن ممنوعا بكل حال، وكلامهن فيه التفصيل، الذي ذكره الله، ثم ذكر حكمة ذلك بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن لأنه أبعد عن الريبة، وكلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر، فإنه أسلم له، وأطهر لقلبه؛ فلهذا، من الأمور الشرعية التي بين الله كثيرا من تفاصيلها، أن جميع وسائل الشر وأسبابه ومقدماته ممنوعة، وأنه مشروع البعد عنها بكل طريق.
ثم قال كلمة جامعة وقاعدة عامة:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وما كان لكم يا معشر المؤمنين، أي: غير لائق ولا مستحسن منكم، بل هو أقبح شيء
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53أن تؤذوا رسول الله أي: أذية قولية أو فعلية، بجميع ما يتعلق به،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا هذا من جملة ما يؤذيه، فإنه صلى الله عليه وسلم له مقام التعظيم، والرفعة والإكرام، وتزوج زوجاته بعده مخل بهذا المقام، وأيضا فإنهن زوجاته في الدنيا والآخرة، والزوجية باقية بعد موته، فلذلك
nindex.php?page=treesubj&link=11474لا يحل نكاح زوجاته بعده، لأحد من أمته.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53إن ذلكم كان عند الله عظيما وقد امتثلت هذه الأمة هذا الأمر، واجتنبت ما نهى الله عنه منه، ولله الحمد والشكر.
[ ص: 1399 ] (54) ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=54إن تبدوا شيئا أي تظهروه
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=54أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما يعلم ما في قلوبكم، وما أظهرتموه، فيجازيكم عليه.
nindex.php?page=treesubj&link=19525_25872_27214_31077_31357_32397_32655_34349_34387_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_34091_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=54إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا
(53) يَأْمُرُ تَعَالَى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ، بِالتَّأَدُّبِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُخُولِ بُيُوتِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ أَيْ: لَا تَدْخُلُوهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ لِلدُّخُولِ فِيهَا، لِأَجْلِ الطَّعَامِ. وَأَيْضًا لَا تَكُونُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53نَاظِرِينَ إِنَاهُ أَيْ: مُنْتَظِرِينَ وَمُتَأَنِّينَ لِانْتِظَارِ نُضْجِهِ، أَوْ سِعَةِ صَدْرٍ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ. وَالْمَعْنَى: أَنَّكُمْ لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا بِشَرْطَيْنِ:
الْإِذْنُ لَكُمْ بِالدُّخُولِ، وَأَنْ يَكُونَ جُلُوسُكُمْ بِمِقْدَارِ الْحَاجَةِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ [ ص: 1398 ] أَيْ: قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ.
ثُمَّ بَيَّنَ حِكْمَةَ النَّهْيِ وَفَائِدَتَهُ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53إِنَّ ذَلِكُمْ أَيِ: انْتِظَارَكُمُ الزَّائِدَ عَلَى الْحَاجَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ أَيْ: يَتَكَلَّفُ مِنْهُ وَيَشُقُّ عَلَيْهِ حَبْسُكُمْ إِيَّاهُ عَنْ شُئُونِ بَيْتِهِ، وَاشْتِغَالُهُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ أَنْ يَقُولَ لَكُمُ:" اخْرُجُوا "كَمَا هُوَ جَارِي الْعَادَةِ، أَنَّ النَّاسَ -خُصُوصًا أَهْلَ الْكَرَمِ مِنْهُمْ- يَسْتَحْيُونَ أَنْ يُخْرِجُوا النَّاسَ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ، ( وَ ) لَكِنَّ " اللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ " فَالْأَمْرُ الشَّرْعِيُّ، وَلَوْ كَانَ يُتَوَهَّمُ أَنَّ فِي تَرْكِهِ أَدَبًا وَحَيَاءً، فَإِنَّ الْحَزْمَ كُلَّ الْحَزْمِ، اتِّبَاعُ الْأَمْرِ الشَّرْعِيِّ، وَأَنْ يُجْزَمَ أَنَّ مَا خَالَفَهُ، لَيْسَ مِنَ الْأَدَبِ فِي شَيْءٍ. وَاللَّهُ تَعَالَى لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَأْمُرَكُمْ بِمَا فِيهِ الْخَيْرُ لَكُمْ، وَالرِّفْقُ لِرَسُولِهِ كَائِنًا مَا كَانَ.
فَهَذَا أَدَبُهُمْ فِي الدُّخُولِ فِي بُيُوتِهِ، وَأَمَّا أَدَبُهُمْ مَعَهُ فِي خِطَابِ زَوْجَاتِهِ، فَإِنَّهُ: إِمَّا أَنْ يَحْتَاجَ إِلَى ذَلِكَ، أَوْ لَا يَحْتَاجَ إِلَيْهِ، فَإِنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَيْهِ فَلَا حَاجَةَ إِلَيْهِ، وَالْأَدَبُ تَرْكُهُ، وَإِنِ احْتِيجَ إِلَيْهِ، كَأَنْ يَسْأَلْنَ مَتَاعًا أَوْ غَيْرَهُ مِنْ أَوَانِي الْبَيْتِ أَوْ نَحْوِهَا، فَإِنَّهُنَّ يَسْأَلْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَيْ: يَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُنَّ سِتْرٌ يَسْتُرُ عَنِ النَّظَرِ؛ لِعَدَمِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ، فَصَارَ النَّظَرُ إِلَيْهِنَّ مَمْنُوعًا بِكُلِّ حَالٍ، وَكَلَامُهُنَّ فِيهِ التَّفْصِيلُ، الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ، ثُمَّ ذَكَرَ حِكْمَةَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ لِأَنَّهُ أَبْعَدُ عَنِ الرِّيبَةِ، وَكُلَّمَا بَعُدَ الْإِنْسَانُ عَنِ الْأَسْبَابِ الدَّاعِيَةِ إِلَى الشَّرِّ، فَإِنَّهُ أَسْلَمُ لَهُ، وَأَطْهَرُ لِقَلْبِهِ؛ فَلِهَذَا، مِنَ الْأُمُورِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي بَيَّنَ اللَّهُ كَثِيرًا مِنْ تَفَاصِيلِهَا، أَنَّ جَمِيعَ وَسَائِلِ الشَّرِّ وَأَسْبَابِهِ وَمُقَدِّمَاتِهِ مَمْنُوعَةٌ، وَأَنَّهُ مَشْرُوعٌ الْبُعْدُ عَنْهَا بِكُلِّ طَرِيقٍ.
ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً جَامِعَةً وَقَاعِدَةً عَامَّةً:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَمَا كَانَ لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَيْ: غَيْرُ لَائِقٍ وَلَا مُسْتَحْسَنٍ مِنْكُمْ، بَلْ هُوَ أَقْبَحُ شَيْءٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ أَيْ: أَذِيَّةً قَوْلِيَّةً أَوْ فِعْلِيَّةً، بِجَمِيعِ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا هَذَا مِنْ جُمْلَةِ مَا يُؤْذِيهِ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ مَقَامُ التَّعْظِيمِ، وَالرِّفْعَةِ وَالْإِكْرَامِ، وَتَزَوُّجُ زَوْجَاتِهِ بَعْدَهُ مُخِلٌّ بِهَذَا الْمَقَامِ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُنَّ زَوْجَاتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالزَّوْجِيَّةُ بَاقِيَةٌ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَلِذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=11474لَا يَحِلُّ نِكَاحُ زَوْجَاتِهِ بَعْدَهُ، لِأَحَدٍ مِنْ أُمَّتِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا وَقَدِ امْتَثَلَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ هَذَا الْأَمْرَ، وَاجْتَنَبَتْ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْهُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ.
[ ص: 1399 ] (54) ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=54إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَيْ تُظْهِرُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=54أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ، وَمَا أَظْهَرْتُمُوهُ، فَيُجَازِيكُمْ عَلَيْهِ.