nindex.php?page=treesubj&link=17684_28723_29694_31077_31216_32397_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما nindex.php?page=treesubj&link=30532_30564_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا nindex.php?page=treesubj&link=30532_30564_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_30564_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا [ ص: 1401 ] هذه الآية، هي التي تسمى آية الحجاب، فأمر الله نبيه، أن يأمر النساء عموما، ويبدأ بزوجاته وبناته، لأنهن آكد من غيرهن، ولأن الآمر لغيره ينبغي أن يبدأ بأهله، قبل غيرهم كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=6يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا
أن
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59يدنين عليهن من جلابيبهن وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه، أي: يغطين بها، وجوههن وصدورهن، ثم ذكر حكمة ذلك، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين دل على وجود أذية، إن لم يحتجبن، وذلك، لأنهن إذا لم يحتجبن، ربما ظن أنهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض فيؤذيهن، وربما استهين بهن، وظن أنهن إماء، فتهاون بهن من يريد الشر. فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59وكان الله غفورا رحيما حيث غفر لكم ما سلف، ورحمكم بأن بين لكم الأحكام، وأوضح الحلال والحرام، فهذا سد للباب من جهتهن.
(60-61) وأما من جهة أهل الشر فقد توعدهم بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض أي: مرض شك أو شهوة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60والمرجفون في المدينة أي: المخوفون المرهبون الأعداء، المتحدثون بكثرتهم وقوتهم، وضعف المسلمين، ولم يذكر المعمول الذي ينتهون عنه، ليعم ذلك كل ما توحي به أنفسهم إليهم، وتوسوس به، وتدعو إليه من الشر من التعريض بسب الإسلام وأهله، والإرجاف بالمسلمين، وتوهين قواهم، والتعرض للمؤمنات بالسوء والفاحشة، وغير ذلك من المعاصي الصادرة من أمثال هؤلاء.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لنغرينك بهم أي: نأمرك بعقوبتهم وقتالهم، ونسلطك عليهم، ثم إذا فعلنا ذلك، لا طاقة لهم بك، وليس لهم قوة ولا امتناع، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا أي: لا يجاورونك في
المدينة إلا قليلا بأن تقتلهم أو تنفيهم.
وهذا فيه دليل لنفي أهل الشر، الذين يتضرر بإقامتهم بين أظهر المسلمين، فإن ذلك أحسم للشر، وأبعد منه، ويكونون
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا
أي: مبعدين، حيث
[ ص: 1402 ] وجدوا، لا يحصل لهم أمن، ولا يقر لهم قرار، يخشون أن يقتلوا، أو يحبسوا، أو يعاقبوا.
(62)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سنة الله في الذين خلوا من قبل أن من تمادى في العصيان، وتجرأ على الأذى، ولم ينته منه، فإنه يعاقب عقوبة بليغة.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62ولن تجد لسنة الله تبديلا أي تغييرا، بل سنته تعالى وعادته، جارية مع الأسباب المقتضية لأسبابها .
nindex.php?page=treesubj&link=17684_28723_29694_31077_31216_32397_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=30532_30564_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا nindex.php?page=treesubj&link=30532_30564_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_30564_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا [ ص: 1401 ] هَذِهِ الْآيَةُ، هِيَ الَّتِي تُسَمَّى آيَةَ الْحِجَابِ، فَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ، أَنْ يَأْمُرَ النِّسَاءَ عُمُومًا، وَيَبْدَأَ بِزَوْجَاتِهِ وَبَنَاتِهِ، لِأَنَّهُنَّ آكَدُ مِنْ غَيْرِهِنَّ، وَلِأَنَّ الْآمِرَ لِغَيْرِهِ يَنْبَغِي أَنْ يَبْدَأَ بِأَهْلِهِ، قَبْلَ غَيْرِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=6يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
أَنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ وَهُنَّ اللَّاتِي يَكُنَّ فَوْقَ الثِّيَابِ مِنْ مِلْحَفَةٍ وَخِمَارٍ وَرِدَاءٍ وَنَحْوِهِ، أَيْ: يُغَطِّينَ بِهَا، وُجُوهَهُنَّ وَصُدُورَهُنَّ، ثُمَّ ذَكَرَ حِكْمَةَ ذَلِكَ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ دَلَّ عَلَى وُجُودِ أَذِيَّةٍ، إِنْ لَمْ يَحْتَجِبْنَ، وَذَلِكَ، لِأَنَّهُنَّ إِذَا لَمْ يَحْتَجِبْنَ، رُبَّمَا ظُنَّ أَنَّهُنَّ غَيْرُ عَفِيفَاتٍ، فَيَتَعَرَّضُ لَهُنَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ فَيُؤْذِيهُنَّ، وَرُبَّمَا اسْتُهِينَ بِهِنَّ، وَظُنَّ أَنَّهُنَّ إِمَاءٌ، فَتَهَاوَنَ بِهِنَّ مَنْ يُرِيدُ الشَّرَّ. فَالِاحْتِجَابُ حَاسِمٌ لِمَطَامِعِ الطَّامِعِينَ فِيهِنَّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=59وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا حَيْثُ غَفَرَ لَكُمْ مَا سَلَفَ، وَرَحِمَكُمْ بِأَنْ بَيَّنَ لَكُمُ الْأَحْكَامَ، وَأَوْضَحَ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ، فَهَذَا سَدٌّ لِلْبَابِ مِنْ جِهَتِهِنَّ.
(60-61) وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ أَهْلِ الشَّرِّ فَقَدْ تَوَعَّدَهُمْ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَيْ: مَرَضُ شَكٍّ أَوْ شَهْوَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ أَيِ: الْمَخُوفُونَ الْمُرْهِبُونَ الْأَعْدَاءَ، الْمُتَحَدِّثُونَ بِكَثْرَتِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ، وَضَعْفِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْمَعْمُولَ الَّذِي يَنْتَهُونَ عَنْهُ، لِيَعُمَّ ذَلِكَ كُلَّ مَا تُوحِي بِهِ أَنْفُسُهُمْ إِلَيْهِمْ، وَتُوَسْوِسُ بِهِ، وَتَدْعُو إِلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ مِنَ التَّعْرِيضِ بِسَبِّ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، وَالْإِرْجَافِ بِالْمُسْلِمِينَ، وَتَوْهِينِ قُوَاهُمْ، وَالتَّعَرُّضِ لِلْمُؤْمِنَاتِ بِالسُّوءِ وَالْفَاحِشَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَعَاصِي الصَّادِرَةِ مِنْ أَمْثَالِ هَؤُلَاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ أَيْ: نَأْمُرُكَ بِعُقُوبَتِهِمْ وَقِتَالِهِمْ، وَنُسَلِّطُكَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ، لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِكَ، وَلَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ وَلَا امْتِنَاعٌ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا أَيْ: لَا يُجَاوِرُونَكَ فِي
الْمَدِينَةِ إِلَّا قَلِيلًا بِأَنْ تَقْتُلَهُمْ أَوْ تَنْفِيَهُمْ.
وَهَذَا فِيهِ دَلِيلٌ لِنَفْيِ أَهْلِ الشَّرِّ، الَّذِينَ يُتَضَرَّرُ بِإِقَامَتِهِمْ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْسَمُ لِلشَّرِّ، وَأَبْعَدُ مِنْهُ، وَيَكُونُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا
أَيْ: مُبْعَدِينَ، حَيْثُ
[ ص: 1402 ] وُجِدُوا، لَا يَحْصُلُ لَهُمْ أَمْنٌ، وَلَا يَقَرُّ لَهُمْ قَرَارٌ، يَخْشَوْنَ أَنْ يُقْتَلُوا، أَوْ يُحْبَسُوا، أَوْ يُعَاقَبُوا.
(62)
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ أَنَّ مَنْ تَمَادَى فِي الْعِصْيَانِ، وَتَجَرَّأَ عَلَى الْأَذَى، وَلَمْ يَنْتَهِ مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُعَاقَبُ عُقُوبَةً بَلِيغَةً.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا أَيْ تَغْيِيرًا، بَلْ سُنَّتُهُ تَعَالَى وَعَادَتُهُ، جَارِيَةٌ مَعَ الْأَسْبَابِ الْمُقْتَضِيَةِ لِأَسْبَابِهَا .