سورة فصلت
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم nindex.php?page=treesubj&link=28723_32238_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تنزيل من الرحمن الرحيم nindex.php?page=treesubj&link=28867_32264_34225_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون nindex.php?page=treesubj&link=30612_31037_32026_34199_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_34199_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون nindex.php?page=treesubj&link=19893_28662_28723_29694_30513_30532_31791_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين nindex.php?page=treesubj&link=2646_2652_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون nindex.php?page=treesubj&link=29680_34134_34135_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون
يخبر تعالى عباده أن هذا الكتاب الجليل والقرآن الجميل
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تنزيل صادر
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2من الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، الذي من أعظم رحمته وأجلها، إنزال هذا الكتاب، الذي حصل به، من العلم والهدى، والنور، والشفاء، والرحمة، والخير الكثير، ما هو من أجل نعمه على العباد، وهو الطريق للسعادة في الدارين.
[ ص: 1564 ] ثم أثنى على الكتاب بتمام البيان فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3فصلت آياته أي: فصل كل شيء من أنواعه على حدته، وهذا يستلزم البيان التام، والتفريق بين كل شيء، وتمييز الحقائق.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قرآنا عربيا أي: باللغة الفصحى أكمل اللغات، فصلت آياته وجعل عربيا.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3لقوم يعلمون أي: لأجل أن يتبين لهم معناه، كما تبين لفظه، ويتضح لهم الهدى من الضلال، والغي من الرشاد.
وأما الجاهلون، الذين لا يزيدهم الهدى إلا ضلالا ولا البيان إلا عمى فهؤلاء لم يسق الكلام لأجلهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4بشيرا ونذيرا أي: بشيرا بالثواب العاجل والآجل، ونذيرا بالعقاب العاجل والآجل، وذكر تفصيلهما، وذكر الأسباب والأوصاف التي تحصل بها البشارة والنذارة، وهذه الأوصاف للكتاب، مما يوجب أن يتلقى بالقبول، والإذعان، والإيمان، والعمل به، ولكن أعرض أكثر الخلق عنه إعراض المستكبرين،
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4فهم لا يسمعون له سماع قبول وإجابة، وإن كانوا قد سمعوه سماعا، تقوم عليهم به الحجة الشرعية.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وقالوا أي: هؤلاء المعرضون عنه، مبينين عدم انتفاعهم به، بسد الأبواب الموصلة إليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قلوبنا في أكنة أي: أغطية مغشاة
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر أي: صمم فلا نسمع لك
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5ومن بيننا وبينك حجاب فلا نراك.
القصد من ذلك، أنهم أظهروا الإعراض عنه، من كل وجه، وأظهروا بغضه، والرضا بما هم عليه، ولهذا قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5فاعمل إننا عاملون أي: كما رضيت بالعمل بدينك، فإننا راضون كل الرضا، بالعمل في ديننا، وهذا من أعظم الخذلان، حيث رضوا بالضلال عن الهدى، واستبدلوا الكفر بالإيمان، وباعوا الآخرة بالدنيا.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قل لهم يا أيها النبي:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أي: هذه صفتي ووظيفتي، أني بشر مثلكم، ليس بيدي من الأمر شيء، ولا عندي ما تستعجلون به، وإنما فضلني الله عليكم، وميزني، وخصني، بالوحي الذي أوحاه إلي وأمرني باتباعه، ودعوتكم إليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6فاستقيموا إليه أي: اسلكوا الصراط الموصل إلى الله تعالى، بتصديق الخبر الذي أخبر به، واتباع الأمر، واجتناب النهي، هذه حقيقة الاستقامة، ثم الدوام على ذلك، وفي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6إليه تنبيه على الإخلاص، وأن العامل ينبغي له أن يجعل مقصوده وغايته، التي يعمل لأجلها، الوصول إلى الله، وإلى دار كرامته، فبذلك يكون عمله خالصا صالحا نافعا، وبفواته، يكون عمله باطلا.
[ ص: 1565 ] ولما كان العبد، -ولو حرص على الاستقامة- لا بد أن يحصل منه خلل بتقصير بمأمور، أو ارتكاب منهي، أمره بدواء ذلك بالاستغفار المتضمن للتوبة فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6واستغفروه ثم توعد من ترك الاستقامة فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6وويل للمشركين nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7الذين لا يؤتون الزكاة أي: الذين عبدوا من دونه من لا يملك نفعا ولا ضرا، ولا موتا، ولا حياة، ولا نشورا ودنسوا أنفسهم، فلم يزكوها بتوحيد ربهم والإخلاص له، ولم يصلوا ولا زكوا، فلا إخلاص للخالق بالتوحيد والصلاة، ولا نفع للخلق بالزكاة وغيرها.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7وهم بالآخرة هم كافرون أي: لا يؤمنون بالبعث، ولا بالجنة والنار، فلذلك لما زال الخوف من قلوبهم، أقدموا على ما أقدموا عليه، مما يضرهم في الآخرة.
ولما ذكر الكافرين، ذكر المؤمنين، ووصفهم وجزاءهم، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إن الذين آمنوا بهذا الكتاب، وما اشتمل عليه مما دعا إليه من الإيمان، وصدقوا إيمانهم بالأعمال الصالحة الجامعة للإخلاص، والمتابعة.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8لهم أجر أي: عظيم
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8غير ممنون أي: غير مقطوع ولا نافد، بل هو مستمر مدى الأوقات، متزايد على الساعات، مشتمل على جميع اللذات والمشتهيات.
سُورَةُ فُصِّلَتْ
مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم nindex.php?page=treesubj&link=28723_32238_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=treesubj&link=28867_32264_34225_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30612_31037_32026_34199_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_34199_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19893_28662_28723_29694_30513_30532_31791_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=treesubj&link=2646_2652_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29680_34134_34135_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
يُخْبِرُ تَعَالَى عِبَادَهُ أَنَّ هَذَا الْكِتَابَ الْجَلِيلَ وَالْقُرْآنَ الْجَمِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تَنْزِيلٌ صَادِرٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الَّذِي وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ، الَّذِي مِنْ أَعْظَمِ رَحْمَتِهِ وَأَجَلِّهَا، إِنْزَالُ هَذَا الْكِتَابِ، الَّذِي حَصَلَ بِهِ، مِنَ الْعِلْمِ وَالْهُدَى، وَالنُّورِ، وَالشِّفَاءِ، وَالرَّحْمَةِ، وَالْخَيْرِ الْكَثِيرِ، مَا هُوَ مِنْ أَجَلِّ نِعَمِهِ عَلَى الْعِبَادِ، وَهُوَ الطَّرِيقُ لِلسَّعَادَةِ فِي الدَّارَيْنِ.
[ ص: 1564 ] ثُمَّ أَثْنَى عَلَى الْكِتَابِ بِتَمَامِ الْبَيَانِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَيْ: فُصِّلَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَنْوَاعِهِ عَلَى حِدَّتِهِ، وَهَذَا يَسْتَلْزِمُ الْبَيَانَ التَّامَّ، وَالتَّفْرِيقَ بَيْنَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَمْيِيزَ الْحَقَائِقِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قُرْآنًا عَرَبِيًّا أَيْ: بِاللُّغَةِ الْفُصْحَى أَكْمَلِ اللُّغَاتِ، فُصِّلَتْ آيَاتُهُ وَجُعِلَ عَرَبِيًّا.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ أَيْ: لِأَجْلِ أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ مَعْنَاهُ، كَمَا تَبَيَّنَ لَفْظُهُ، وَيَتَّضِحُ لَهُمُ الْهُدَى مِنَ الضَّلَالِ، وَالْغَيُّ مِنَ الرَّشَادِ.
وَأَمَّا الْجَاهِلُونَ، الَّذِينَ لَا يَزِيدُهُمُ الْهُدَى إِلَّا ضَلَالًا وَلَا الْبَيَانُ إِلَّا عَمًى فَهَؤُلَاءِ لَمْ يُسَقِ الْكَلَامُ لِأَجْلِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4بَشِيرًا وَنَذِيرًا أَيْ: بَشِيرًا بِالثَّوَابِ الْعَاجِلِ وَالْآجِلِ، وَنَذِيرًا بِالْعِقَابِ الْعَاجِلِ وَالْآجِلِ، وَذَكَرَ تَفْصِيلَهُمَا، وَذَكَرَ الْأَسْبَابَ وَالْأَوْصَافَ الَّتِي تَحْصُلُ بِهَا الْبِشَارَةُ وَالنِّذَارَةُ، وَهَذِهِ الْأَوْصَافُ لِلْكِتَابِ، مِمَّا يُوجِبُ أَنْ يُتَلَقَّى بِالْقَبُولِ، وَالْإِذْعَانِ، وَالْإِيمَانِ، وَالْعَمَلِ بِهِ، وَلَكِنْ أَعْرَضَ أَكْثَرُ الْخَلْقِ عَنْهُ إِعْرَاضَ الْمُسْتَكْبِرِينَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ لَهُ سَمَاعَ قَبُولِ وَإِجَابَةٍ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ سَمِعُوهُ سَمَاعًا، تَقُومُ عَلَيْهِمْ بِهِ الْحُجَّةُ الشَّرْعِيَّةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَقَالُوا أَيْ: هَؤُلَاءِ الْمُعْرِضُونَ عَنْهُ، مُبَيِّنِينَ عَدَمَ انْتِفَاعِهِمْ بِهِ، بِسَدِّ الْأَبْوَابِ الْمُوَصِّلَةِ إِلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ أَيْ: أَغْطِيَةٍ مُغَشَّاةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ أَيْ: صَمَمٌ فَلَا نَسْمَعُ لَكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَلَا نَرَاكَ.
الْقَصْدُ مِنْ ذَلِكَ، أَنَّهُمْ أَظْهَرُوا الْإِعْرَاضَ عَنْهُ، مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَأَظْهَرُوا بُغْضَهُ، وَالرِّضَا بِمَا هُمْ عَلَيْهِ، وَلِهَذَا قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ أَيْ: كَمَا رَضِيَتْ بِالْعَمَلِ بِدِينِكَ، فَإِنَّنَا رَاضُونَ كُلَّ الرِّضَا، بِالْعَمَلِ فِي دِينِنَا، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْخُذْلَانِ، حَيْثُ رَضُوا بِالضَّلَالِ عَنِ الْهُدَى، وَاسْتَبْدَلُوا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ، وَبَاعُوا الْآخِرَةَ بِالدُّنْيَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قُلْ لَهُمْ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَيْ: هَذِهِ صِفَتِي وَوَظِيفَتِي، أَنِّي بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، لَيْسَ بِيَدِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، وَلَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ، وَإِنَّمَا فَضَّلَنِي اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَمَيَّزَنِي، وَخَصَّنِي، بِالْوَحْيِ الَّذِي أَوْحَاهُ إِلَيَّ وَأَمَرَنِي بِاتِّبَاعِهِ، وَدَعْوَتِكُمْ إِلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ أَيِ: اسْلُكُوا الصِّرَاطَ الْمُوصِّلَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، بِتَصْدِيقِ الْخَبَرِ الَّذِي أَخْبَرَ بِهِ، وَاتِّبَاعِ الْأَمْرِ، وَاجْتِنَابِ النَّهْيِ، هَذِهِ حَقِيقَةُ الِاسْتِقَامَةِ، ثُمَّ الدَّوَامِ عَلَى ذَلِكَ، وَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6إِلَيْهِ تَنْبِيهٌ عَلَى الْإِخْلَاصِ، وَأَنَّ الْعَامِلَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَجْعَلَ مَقْصُودَهُ وَغَايَتَهُ، الَّتِي يَعْمَلُ لِأَجْلِهَا، الْوُصُولَ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى دَارِ كَرَامَتِهِ، فَبِذَلِكَ يَكُونُ عَمَلُهُ خَالِصًا صَالِحًا نَافِعًا، وَبِفَوَاتِهِ، يَكُونُ عَمَلُهُ بَاطِلًا.
[ ص: 1565 ] وَلَمَّا كَانَ الْعَبْدُ، -وَلَوْ حَرِصَ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ- لَا بُدَّ أَنْ يَحْصُلَ مِنْهُ خَلَلٌ بِتَقْصِيرٍ بِمَأْمُورٍ، أَوِ ارْتِكَابِ مَنْهِيٍّ، أَمَرَهُ بِدَوَاءِ ذَلِكَ بِالِاسْتِغْفَارِ الْمُتَضَمِّنِ لِلتَّوْبَةِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6وَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تَوَعَّدَ مَنْ تَرَكَ الِاسْتِقَامَةَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ أَيِ: الَّذِينَ عَبَدُوا مَنْ دُونِهِ مَنْ لَا يَمْلِكُ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا، وَلَا مَوْتًا، وَلَا حَيَاةً، وَلَا نُشُورًا وَدَنَّسُوا أَنْفُسَهُمْ، فَلَمْ يُزَكُّوهَا بِتَوْحِيدِ رَبِّهِمْ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ، وَلَمْ يُصَلُّوا وَلَا زَكَّوْا، فَلَا إِخْلَاصَ لِلْخَالِقِ بِالتَّوْحِيدِ وَالصَّلَاةِ، وَلَا نَفْعَ لِلْخَلْقِ بِالزَّكَاةِ وَغَيْرِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ أَيْ: لَا يُؤْمِنُونَ بِالْبَعْثِ، وَلَا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَلِذَلِكَ لَمَّا زَالَ الْخَوْفُ مِنْ قُلُوبِهِمْ، أَقْدَمُوا عَلَى مَا أَقْدَمُوا عَلَيْهِ، مِمَّا يَضُرُّهُمْ فِي الْآخِرَةِ.
وَلَمَّا ذَكَرَ الْكَافِرِينَ، ذَكَرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَصْفَهُمْ وَجَزَاءَهُمْ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِهَذَا الْكِتَابِ، وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِمَّا دَعَا إِلَيْهِ مِنَ الْإِيمَانِ، وَصَدَقُوا إِيمَانَهُمْ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الْجَامِعَةِ لِلْإِخْلَاصِ، وَالْمُتَابِعَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8لَهُمْ أَجْرٌ أَيْ: عَظِيمٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8غَيْرُ مَمْنُونٍ أَيْ: غَيْرُ مَقْطُوعٍ وَلَا نَافِدٍ، بَلْ هُوَ مُسْتَمِرٌّ مَدَى الْأَوْقَاتِ، مُتَزَايِدٌ عَلَى السَّاعَاتِ، مُشْتَمِلٌ عَلَى جَمِيعِ اللَّذَّاتِ وَالْمُشْتَهَيَاتِ.