إن شجرت الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم إن هذا ما كنتم به تمترون
[ ص: 1630 ] لما ذكر يوم القيامة وأنه يفصل بين عباده فيه ذكر افتراقهم إلى فريقين: فريق في الجنة، وفريق في السعير وهم: الآثمون بعمل الكفر والمعاصي وأن طعامهم شجرت الزقوم شر الأشجار وأفظعها وأن طعمها كالمهل أي: كالصديد المنتن خبيث الريح والطعم شديد الحرارة يغلي في بطونهم كغلي الحميم ويقال للمعذب: ذق هذا العذاب الأليم والعقاب الوخيم إنك أنت العزيز الكريم أي: بزعمك أنك عزيز ستمتنع من عذاب الله وأنك كريم على الله لا يصيبك بعذاب، فاليوم تبين لك أنك أنت الذليل المهان الخسيس. إن هذا العذاب العظيم ما كنتم به تمترون أي: تشكون فالآن صار عندكم حق اليقين.