تفسير سورة الجاثية
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=1حم nindex.php?page=treesubj&link=28723_32238_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم nindex.php?page=treesubj&link=32433_32438_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=3إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=32433_32438_32445_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون nindex.php?page=treesubj&link=30340_31758_32433_32438_32440_32441_32446_34255_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=5واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_32238_34225_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=6تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=30532_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=7ويل لكل أفاك أثيم nindex.php?page=treesubj&link=18669_28742_29786_30539_30549_34146_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=8يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم nindex.php?page=treesubj&link=19037_29786_30539_30549_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=9وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها [ ص: 1632 ] هزوا أولئك لهم عذاب مهين nindex.php?page=treesubj&link=28723_30428_30437_30525_30532_30539_34101_34112_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم nindex.php?page=treesubj&link=29785_30539_34513_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم
يخبر تعالى خبرا يتضمن الأمر بتعظيم القرآن والاعتناء به وأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2تنزيل nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2من الله المألوه المعبود لما اتصف به من صفات الكمال وانفرد به من النعم الذي له العزة الكاملة والحكمة التامة.
ثم أيد ذلك بما ذكره من الآيات الأفقية والنفسية من خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من الدواب وما أودع فيهما من المنافع وما أنزل الله من الماء الذي يحيي به الله البلاد والعباد.
فهذه كلها آيات بينات وأدلة واضحات على صدق هذا القرآن العظيم وصحة ما اشتمل عليه من الحكم والأحكام، ودالات أيضا على ما لله تعالى من الكمال وعلى البعث والنشور.
ثم قسم تعالى الناس بالنسبة إلى الانتفاع بآياته وعدمه إلى قسمين:
قسم يستدلون بها ويتفكرون بها وينتفعون فيرتفعون وهم المؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر إيمانا تاما وصل بهم إلى درجة اليقين، فزكى منهم العقول وازدادت به معارفهم وألبابهم وعلومهم.
وقسم يسمع آيات الله سماعا تقوم به الحجة عليه ثم يعرض عنها ويستكبر، كأنه ما سمعها لأنها لم تزك قلبه ولا طهرته بل بسبب استكباره عنها ازداد طغيانه.
وأنه إذا علم من آيات الله شيئا اتخذها هزوا فتوعده الله تعالى بالويل فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=7ويل لكل أفاك أثيم أي: كذاب في مقاله أثيم في فعاله.
وأخبر أن له عذابا أليما وأن
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10من ورائهم جهنم تكفي في عقوبتهم البليغة.
وأنه " لا يغني عنهم ما كسبوا " من الأموال
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء يستنصرون بهم فخذلوهم أحوج ما كانوا إليهم لو نفعوا.
فلما بين آياته القرآنية والعيانية وأن الناس فيها على قسمين أخبر أن القرآن المشتمل على هذه المطالب العالية أنه هدى فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11هذا هدى وهذا وصف عام لجميع القرآن فإنه يهدي إلى معرفة الله تعالى بصفاته المقدسة وأفعاله
[ ص: 1633 ] الحميدة، ويهدي إلى معرفة رسله وأوليائه وأعدائه، وأوصافهم، ويهدي إلى الأعمال الصالحة ويدعو إليها ويبين الأعمال السيئة وينهى عنها، ويهدي إلى بيان الجزاء على الأعمال ويبين الجزاء الدنيوي والأخروي، فالمهتدون اهتدوا به فأفلحوا وسعدوا،
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11والذين كفروا بآيات ربهم الواضحة القاطعة التي لا يكفر بها إلا من اشتد ظلمه وتضاعف طغيانه،
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11لهم عذاب من رجز أليم
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْجَاثِيَةِ
مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=1حم nindex.php?page=treesubj&link=28723_32238_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ nindex.php?page=treesubj&link=32433_32438_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=3إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=32433_32438_32445_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30340_31758_32433_32438_32440_32441_32446_34255_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=5وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_32238_34225_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=6تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=7وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=18669_28742_29786_30539_30549_34146_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=8يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=19037_29786_30539_30549_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=9وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا [ ص: 1632 ] هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30428_30437_30525_30532_30539_34101_34112_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=29785_30539_34513_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ
يُخْبِرُ تَعَالَى خَبَرًا يَتَضَمَّنُ الْأَمْرَ بِتَعْظِيمِ الْقُرْآنِ وَالِاعْتِنَاءِ بِهِ وَأَنَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2تَنْزِيلُ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=2مِنَ اللَّهِ الْمَأْلُوهِ الْمَعْبُودِ لِمَا اتُّصِفَ بِهِ مِنْ صِفَاتِ الْكَمَالِ وَانْفَرَدَ بِهِ مِنَ النِّعَمِ الَّذِي لَهُ الْعِزَّةُ الْكَامِلَةُ وَالْحِكْمَةُ التَّامَّةُ.
ثُمَّ أَيَّدَ ذَلِكَ بِمَا ذَكَرَهُ مِنَ الْآيَاتِ الْأُفُقِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنَ الدَّوَابِّ وَمَا أَوْدَعَ فِيهِمَا مِنَ الْمَنَافِعِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي يُحْيِي بِهِ اللَّهُ الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ.
فَهَذِهِ كُلُّهَا آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ وَأَدِلَّةٌ وَاضِحَاتٌ عَلَى صِدْقِ هَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَصِحَّةِ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْحِكَمِ وَالْأَحْكَامِ، وَدَالَاتٌ أَيْضًا عَلَى مَا لِلَّهِ تَعَالَى مِنَ الْكَمَالِ وَعَلَى الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ.
ثُمَّ قَسَّمَ تَعَالَى النَّاسَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الِانْتِفَاعِ بِآيَاتِهِ وَعَدَمِهِ إِلَى قِسْمَيْنِ:
قِسْمٌ يَسْتَدِلُّونَ بِهَا وَيَتَفَكَّرُونَ بِهَا وَيَنْتَفِعُونَ فَيَرْتَفِعُونَ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ إِيمَانًا تَامًّا وَصَلَ بِهِمْ إِلَى دَرَجَةِ الْيَقِينِ، فَزَكَّى مِنْهُمُ الْعُقُولَ وَازْدَادَتْ بِهِ مَعَارِفُهُمْ وَأَلْبَابُهُمْ وَعُلُومُهُمْ.
وَقِسْمٌ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ سَمَاعًا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ ثُمَّ يُعْرِضُ عَنْهَا وَيَسْتَكْبِرُ، كَأَنَّهُ مَا سَمِعَهَا لِأَنَّهَا لَمْ تُزَكِّ قَلْبَهُ وَلَا طَهَّرَتْهُ بَلْ بِسَبَبِ اسْتِكْبَارِهِ عَنْهَا ازْدَادَ طُغْيَانُهُ.
وَأَنَّهُ إِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُّوا فَتَوَعَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْوَيْلِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=7وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ أَيْ: كَذَّابٌ فِي مَقَالِهِ أَثِيمٌ فِي فِعَالِهِ.
وَأَخْبَرَ أَنَّ لَهُ عَذَابًا أَلِيمًا وَأَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ تَكْفِي فِي عُقُوبَتِهِمُ الْبَلِيغَةِ.
وَأَنَّهُ " لَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا " مِنَ الْأَمْوَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=10وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ يَسْتَنْصِرُونَ بِهِمْ فَخَذَلُوهُمْ أَحْوَجَ مَا كَانُوا إِلَيْهِمْ لَوْ نَفَعُوا.
فَلَمَّا بَيَّنَ آيَاتِهِ الْقُرْآنِيَّةَ وَالْعَيَانِيَّةَ وَأَنَّ النَّاسَ فِيهَا عَلَى قَسَمَيْنِ أَخْبَرَ أَنَّ الْقُرْآنَ الْمُشْتَمِلَ عَلَى هَذِهِ الْمَطَالِبِ الْعَالِيَةِ أَنَّهُ هَدَى فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11هَذَا هُدًى وَهَذَا وَصْفٌ عَامٌّ لِجَمِيعِ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِصِفَاتِهِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَفْعَالِهِ
[ ص: 1633 ] الْحَمِيدَةِ، وَيَهْدِي إِلَى مَعْرِفَةِ رُسُلِهِ وَأَوْلِيَائِهِ وَأَعْدَائِهِ، وَأَوْصَافِهِمْ، وَيَهْدِي إِلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَيَدْعُو إِلَيْهَا وَيُبَيِّنُ الْأَعْمَالَ السَّيِّئَةَ وَيَنْهَى عَنْهَا، وَيَهْدِي إِلَى بَيَانِ الْجَزَاءِ عَلَى الْأَعْمَالِ وَيُبَيِّنُ الْجَزَاءَ الدُّنْيَوِيَّ وَالْأُخْرَوِيَّ، فَالْمُهْتَدُونَ اهْتَدَوْا بِهِ فَأَفْلَحُوا وَسَعِدُوا،
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ الْوَاضِحَةِ الْقَاطِعَةِ الَّتِي لَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا مَنِ اشْتَدَّ ظُلْمُهُ وَتَضَاعَفَ طُغْيَانُهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=11لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ