nindex.php?page=treesubj&link=26391_905_913_999_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=24406_24582_32413_999_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون nindex.php?page=treesubj&link=32413_34136_34310_947_999_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين
يأمر تعالى عباده المؤمنين بالحضور لصلاة الجمعة والمبادرة إليها، من حين ينادى لها والسعي إليها، والمراد بالسعي هنا: المبادرة إليها والاهتمام لها، وجعلها أهم الأشغال، لا العدو الذي قد نهي عنه عند المضي إلى الصلاة، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9وذروا البيع أي: اتركوا البيع، إذا نودي للصلاة، وامضوا إليها.
فإن
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9ذلكم خير لكم من اشتغالكم بالبيع، أو تفويتكم الصلاة الفريضة، التي هي من آكد
[ ص: 1830 ] الفروض.
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9إن كنتم تعلمون أن ما عند الله خير وأبقى، وأن من آثر الدنيا على الدين، فقد خسر الخسارة الحقيقية، من حيث يظن أنه يربح، وهذا الأمر بترك البيع مؤقتا مدة الصلاة.
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض لطلب المكاسب والتجارات ولما كان الاشتغال بالتجارة، مظنة الغفلة عن ذكر الله، أمر الله بالإكثار من ذكره، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10واذكروا الله كثيرا أي في حال قيامكم وقعودكم وعلى جنوبكم،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10لعلكم تفلحون فإن الإكثار من ذكر الله أكبر أسباب الفلاح.
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها أي: خرجوا من المسجد، حرصا على ذلك اللهو، و تلك التجارة، وتركوا الخير،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وتركوك قائما تخطب الناس، وذلك في يوم جمعة، بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس، إذ قدم
المدينة، عير تحمل تجارة، فلما سمع الناس بها، وهم في المسجد، انفضوا من المسجد، وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب استعجالا لما لا ينبغي أن يستعجل له، وترك أدب،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11قل ما عند الله من الأجر والثواب، لمن لازم الخير وصبر نفسه على عبادة الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11خير من اللهو ومن التجارة التي، وإن حصل منها بعض المقاصد، فإن ذلك قليل منقض، مفوت لخير الآخرة، وليس الصبر على طاعة الله مفوتا للرزق، فإن الله خير الرازقين، فمن اتقى الله رزقه من حيث لا يحتسب.
وفي هذه الآيات فوائد عديدة:
منها: أن
nindex.php?page=treesubj&link=905الجمعة فريضة على جميع المؤمنين، يجب عليهم السعي إليها، والمبادرة والاهتمام بشأنها.
ومنها: أن
nindex.php?page=treesubj&link=944الخطبتين يوم الجمعة، فريضة يجب حضورهما، لأنه فسر الذكر هنا بالخطبتين، فأمر الله بالمضي إليه والسعي له.
ومنها: مشروعية النداء للجمعة، والأمر به.
[ ص: 1831 ] ومنها:
nindex.php?page=treesubj&link=4816النهي عن البيع والشراء، بعد نداء الجمعة، وتحريم ذلك، وما ذاك إلا لأنه يفوت الواجب ويشغل عنه، فدل ذلك على أن كل أمر وإن كان مباحا في الأصل، إذا كان ينشأ عنه تفويت واجب، فإنه لا يجوز في تلك الحال.
ومنها: الأمر بحضور الخطبتين يوم الجمعة، وذم من لم يحضرهما، ومن لازم ذلك الإنصات لهما.
ومنها: أنه ينبغي للعبد المقبل على عبادة الله، وقت دواعي النفس لحضور اللهو والتجارات والشهوات، أن يذكرها بما عند الله من الخيرات، وما لمؤثر رضاه على هواه.
تم تفسير سورة الجمعة بمن الله وعونه، والحمد لله رب العالمين .
nindex.php?page=treesubj&link=26391_905_913_999_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=24406_24582_32413_999_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ nindex.php?page=treesubj&link=32413_34136_34310_947_999_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
يَأْمُرُ تَعَالَى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحُضُورِ لِصَلَاةِ الْجُمْعَةِ وَالْمُبَادَرَةِ إِلَيْهَا، مِنْ حِينِ يُنَادَى لَهَا وَالسَّعْيِ إِلَيْهَا، وَالْمُرَادُ بِالسَّعْيِ هُنَا: الْمُبَادَرَةُ إِلَيْهَا وَالِاهْتِمَامُ لَهَا، وَجَعْلُهَا أَهَمَّ الْأَشْغَالِ، لَا الْعَدُوُّ الَّذِي قَدْ نُهِيَ عَنْهُ عِنْدَ الْمُضِيِّ إِلَى الصَّلَاةِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9وَذَرُوا الْبَيْعَ أَيِ: اتْرُكُوا الْبَيْعَ، إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ، وَامْضُوا إِلَيْهَا.
فَإِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ مِنِ اشْتِغَالِكُمْ بِالْبَيْعِ، أَوْ تَفْوِيتِكُمُ الصَّلَاةِ الْفَرِيضَةِ، الَّتِي هِيَ مِنْ آكَدِ
[ ص: 1830 ] الْفُرُوضِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى، وَأَنَّ مَنْ آثَرَ الدُّنْيَا عَلَى الدِّينِ، فَقَدْ خَسِرَ الْخَسَارَةَ الْحَقِيقِيَّةَ، مِنْ حَيْثُ يَظُنُّ أَنَّهُ يَرْبَحُ، وَهَذَا الْأَمْرُ بِتَرْكِ الْبَيْعِ مُؤَقَّتًا مُدَّةَ الصَّلَاةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ لِطَلَبِ الْمَكَاسِبِ وَالتِّجَارَاتِ وَلَمَّا كَانَ الِاشْتِغَالُ بِالتِّجَارَةِ، مَظَنَّةَ الْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، أَمَرَ اللَّهُ بِالْإِكْثَارِ مِنْ ذِكْرِهِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا أَيْ فِي حَالِ قِيَامِكُمْ وَقُعُودِكُمْ وَعَلَى جَنُوبِكُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ فَإِنَّ الْإِكْثَارَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أَكْبَرُ أَسْبَابِ الْفَلَاحِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا أَيْ: خَرَجُوا مِنَ الْمَسْجِدِ، حِرْصًا عَلَى ذَلِكَ اللَّهْوِ، وَ تِلْكَ التِّجَارَةِ، وَتَرَكُوا الْخَيْرَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وَتَرَكُوكَ قَائِمًا تَخْطُبُ النَّاسَ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ جُمْعَةٍ، بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ، إِذْ قَدَمَ
الْمَدِينَةَ، عِيرٌ تَحْمِلُ تِجَارَةً، فَلَمَّا سَمِعَ النَّاسُ بِهَا، وَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ، انْفَضُّوا مِنَ الْمَسْجِدِ، وَتَرَكُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ اسْتِعْجَالًا لِمَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعْجِلَ لَهُ، وَتَرْكُ أَدَبٍ،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ، لِمَنْ لَازَمَ الْخَيْرَ وَصَبَّرَ نَفْسَهُ عَلَى عِبَادَةِ اللَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ الَّتِي، وَإِنْ حَصَلَ مِنْهَا بَعْضُ الْمَقَاصِدِ، فَإِنَّ ذَلِكَ قَلِيلٌ مُنْقَضٍ، مُفَوِّتٌ لِخَيْرِ الْآخِرَةِ، وَلَيْسَ الصَّبْرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ مُفَوِّتًا لِلرِّزْقِ، فَإِنَّ اللَّهَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، فَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ رَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.
وَفِي هَذِهِ الْآيَاتِ فَوَائِدُ عَدِيدَةٌ:
مِنْهَا: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=905الْجُمْعَةَ فَرِيضَةٌ عَلَى جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ، يَجِبُ عَلَيْهِمُ السَّعْيُ إِلَيْهَا، وَالْمُبَادَرَةُ وَالِاهْتِمَامُ بِشَأْنِهَا.
وَمِنْهَا: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=944الْخُطْبَتَيْنِ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، فَرِيضَةٌ يَجِبُ حُضُورُهُمَا، لِأَنَّهُ فَسَّرَ الذِّكْرَ هُنَا بِالْخُطْبَتَيْنِ، فَأَمَرَ اللَّهُ بِالْمُضِيِّ إِلَيْهِ وَالسَّعْيِ لَهُ.
وَمِنْهَا: مَشْرُوعِيَّةُ النِّدَاءِ لِلْجُمْعَةِ، وَالْأَمْرِ بِهِ.
[ ص: 1831 ] وَمِنْهَا:
nindex.php?page=treesubj&link=4816النَّهْيُ عَنِ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، بَعْدَ نِدَاءِ الْجُمْعَةِ، وَتَحْرِيمِ ذَلِكَ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِأَنَّهُ يُفَوِّتُ الْوَاجِبَ وَيَشْغَلُ عَنْهُ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ كُلَّ أَمْرٍ وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا فِي الْأَصْلِ، إِذَا كَانَ يَنْشَأُ عَنْهُ تَفْوِيتٌ وَاجِبٌ، فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ فِي تِلْكَ الْحَالِ.
وَمِنْهَا: الْأَمْرُ بِحُضُورِ الْخُطْبَتَيْنِ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، وَذَمُّ مَنْ لَمْ يَحْضُرْهُمَا، وَمِنْ لَازِمِ ذَلِكَ الْإِنْصَاتَ لَهُمَا.
وَمِنْهَا: أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ الْمُقْبِلِ عَلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، وَقْتَ دَوَاعِي النَّفْسِ لِحُضُورِ اللَّهْوِ وَالتِّجَارَاتِ وَالشَّهَوَاتِ، أَنْ يُذَكِّرَهَا بِمَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْخَيْرَاتِ، وَمَا لِمُؤْثِرِ رِضَاهُ عَلَى هَوَاهُ.
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ الْجُمْعَةِ بِمَنِّ اللَّهِ وَعَوْنِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .