nindex.php?page=treesubj&link=18003_18086_18184_18191_18669_24554_27521_28662_32468_32502_32503_32633_32660_33306_34134_34405_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا nindex.php?page=treesubj&link=18896_2646_27962_30437_30532_30539_34292_34359_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا nindex.php?page=treesubj&link=18690_18697_28270_28760_30179_30291_30532_34106_34111_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا
(36-37) يأمر تعالى عباده بعبادته وحده لا شريك له، وهو الدخول تحت رق عبوديته، والانقياد لأوامره ونواهيه، محبة وذلا وإخلاصا له، في جميع العبادات الظاهرة والباطنة.
وينهى عن الشرك به شيئا لا شركا أصغر ولا أكبر، لا ملكا ولا نبيا ولا وليا ولا غيرهم من المخلوقين الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، بل الواجب المتعين إخلاص العبادة لمن له الكمال المطلق من جميع الوجوه، وله التدبير الكامل الذي لا يشركه ولا يعينه عليه أحد.
[ ص: 305 ]
ثم بعد ما أمر بعبادته والقيام بحقه أمر بالقيام بحقوق العباد الأقرب فالأقرب. فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وبالوالدين إحسانا أي: أحسنوا إليهم بالقول الكريم والخطاب اللطيف والفعل الجميل بطاعة أمرهما واجتناب نهيهما والإنفاق عليهما وإكرام من له تعلق بهما وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا بهما. وللإحسان ضدان، الإساءة وعدم الإحسان. وكلاهما منهي عنه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وبذي القربى أيضا إحسانا، ويشمل ذلك جميع الأقارب، قربوا أو بعدوا، بأن يحسن إليهم بالقول والفعل، وأن لا يقطع برحمه بقوله أو فعله.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36واليتامى أي: الذين فقد آباؤهم وهم صغار، فلهم حق على المسلمين، سواء كانوا أقارب أو غيرهم بكفالتهم وبرهم وجبر خواطرهم وتأديبهم، وتربيتهم أحسن تربية في مصالح دينهم ودنياهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والمساكين وهم الذين أسكنتهم الحاجة والفقر، فلم يحصلوا على كفايتهم، ولا كفاية من يمونون، فأمر الله تعالى بالإحسان إليهم، بسد خلتهم وبدفع فاقتهم، والحض على ذلك، والقيام بما يمكن منه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والجار ذي القربى أي: الجار القريب الذي له حقان حق الجوار وحق القرابة، فله على جاره حق وإحسان راجع إلى العرف. ( و ) كذلك " الجار الجنب " أي: الذي ليس له قرابة. وكلما كان الجار أقرب بابا كان آكد حقا، فينبغي
nindex.php?page=treesubj&link=18107_18105_32659_32660للجار أن يتعاهد جاره بالهدية والصدقة والدعوة واللطافة بالأقوال والأفعال وعدم أذيته بقول أو فعل. nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والصاحب بالجنب قيل: الرفيق في السفر، وقيل: الزوجة، وقيل الصاحب مطلقا، ولعله أولى، فإنه يشمل الصاحب في الحضر والسفر ويشمل الزوجة. فعلى الصاحب لصاحبه حق زائد على مجرد إسلامه، من مساعدته على أمور دينه ودنياه، والنصح له; والوفاء معه في اليسر والعسر، والمنشط والمكره، وأن يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، وكلما زادت الصحبة تأكد الحق وزاد.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وابن السبيل وهو: الغريب الذي احتاج في بلد الغربة أو لم يحتج، فله حق على المسلمين لشدة حاجته وكونه في غير وطنه بتبليغه إلى مقصوده أو بعض مقصوده وبإكرامه وتأنيسه .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وما ملكت أيمانكم : أي: من الآدميين والبهائم بالقيام بكفايتهم وعدم تحميلهم ما يشق عليهم وإعانتهم على ما تحملوه، وتأديبهم لما فيه مصلحتهم. فمن قام بهذه المأمورات فهو الخاضع لربه، المتواضع لعباد الله، المنقاد لأمر الله وشرعه، الذي يستحق الثواب الجزيل والثناء الجميل، ومن لم يقم بذلك فإنه عبد معرض
[ ص: 306 ] عن ربه، غير منقاد لأوامره، ولا متواضع للخلق، بل هو متكبر على عباد الله معجب بنفسه فخور بقوله، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36إن الله لا يحب من كان مختالا أي: معجبا بنفسه متكبرا على الخلق
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36فخورا يثني على نفسه ويمدحها على وجه الفخر والبطر على عباد الله، فهؤلاء ما بهم من الاختيال والفخر يمنعهم من القيام بالحقوق. ولهذا ذمهم بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الذين يبخلون أي: يمنعون ما عليهم من الحقوق الواجبة.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37ويأمرون الناس بالبخل بأقوالهم وأفعالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37ويكتمون ما آتاهم الله من فضله أي: من العلم الذي يهتدي به الضالون ويسترشد به الجاهلون فيكتمونه عنهم، ويظهرون لهم من الباطل ما يحول بينهم وبين الحق. فجمعوا بين البخل بالمال والبخل بالعلم، وبين السعي في خسارة أنفسهم وخسارة غيرهم، وهذه هي صفات الكافرين، فلهذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا أي: كما تكبروا على عباد الله ومنعوا حقوقه وتسببوا في منع غيرهم من البخل وعدم الاهتداء، أهانهم بالعذاب الأليم والخزي الدائم. فعياذا بك اللهم من كل سوء.
(38) ثم أخبر عن النفقة الصادرة عن رياء وسمعة وعدم إيمان به فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس أي: ليروهم ويمدحوهم ويعظموهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر أي: ليس إنفاقهم صادرا عن إخلاص وإيمان بالله ورجاء ثوابه. أي: فهذا من خطوات الشيطان وأعماله التي يدعو حزبه إليها ليكونوا من أصحاب السعير. وصدرت منهم بسبب مقارنته لهم وأزهم إليها فلهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا أي: بئس المقارن والصاحب الذي يريد إهلاك من قارنه ويسعى فيه أشد السعي.
فكما أن
nindex.php?page=treesubj&link=18897من بخل بما آتاه الله، وكتم ما من به الله عليه عاص آثم مخالف لربه، فكذلك من
nindex.php?page=treesubj&link=18697أنفق وتعبد لغير الله فإنه آثم عاص لربه مستوجب للعقوبة، لأن الله إنما أمر بطاعته وامتثال أمره على وجه الإخلاص، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فهذا العمل المقبول الذي يستحق صاحبه المدح والثواب فلهذا حث تعالى عليه بقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=18003_18086_18184_18191_18669_24554_27521_28662_32468_32502_32503_32633_32660_33306_34134_34405_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا nindex.php?page=treesubj&link=18896_2646_27962_30437_30532_30539_34292_34359_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا nindex.php?page=treesubj&link=18690_18697_28270_28760_30179_30291_30532_34106_34111_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا
(36-37) يَأْمُرُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ الدُّخُولُ تَحْتَ رِقِّ عُبُودِيَّتِهِ، وَالِانْقِيَادُ لِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ، مَحَبَّةً وَذُلًّا وَإِخْلَاصًا لَهُ، فِي جَمِيعِ الْعِبَادَاتِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ.
وَيَنْهَى عَنِ الشِّرْكِ بِهِ شَيْئًا لَا شِرْكًا أَصْغَرَ وَلَا أَكْبَرَ، لَا مَلِكًا وَلَا نَبِيًّا وَلَا وَلِيًّا وَلَا غَيْرَهُمْ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ الَّذِينَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَلَا مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا، بَلِ الْوَاجِبُ الْمُتَعَيِّنُ إِخْلَاصُ الْعِبَادَةِ لِمَنْ لَهُ الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ، وَلَهُ التَّدْبِيرُ الْكَامِلُ الَّذِي لَا يُشْرِكُهُ وَلَا يُعِينُهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ.
[ ص: 305 ]
ثُمَّ بَعْدَ مَا أَمَرَ بِعِبَادَتِهِ وَالْقِيَامِ بِحَقِّهِ أَمَرَ بِالْقِيَامِ بِحُقُوقِ الْعِبَادِ الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ. فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا أَيْ: أَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ بِالْقَوْلِ الْكَرِيمِ وَالْخِطَابِ اللَّطِيفِ وَالْفِعْلِ الْجَمِيلِ بِطَاعَةِ أَمْرِهِمَا وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِمَا وَالْإِنْفَاقِ عَلَيْهِمَا وَإِكْرَامِ مَنْ لَهُ تَعَلُّقٌ بِهِمَا وَصِلَةِ الرَّحِمِ الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ إِلَّا بِهِمَا. وَلِلْإِحْسَانِ ضِدَّانِ، الْإِسَاءَةُ وَعَدَمُ الْإِحْسَانِ. وَكِلَاهُمَا مَنْهِيٌّ عَنْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَبِذِي الْقُرْبَى أَيْضًا إِحْسَانًا، وَيَشْمَلُ ذَلِكَ جَمِيعَ الْأَقَارِبِ، قَرُبُوا أَوْ بَعُدُوا، بِأَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهِمْ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَأَنْ لَا يَقْطَعَ بِرَحِمِهِ بِقَوْلِهِ أَوْ فِعْلِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالْيَتَامَى أَيِ: الَّذِينَ فُقِدَ آبَاؤُهُمْ وَهُمْ صِغَارٌ، فَلَهُمْ حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، سَوَاءٌ كَانُوا أَقَارَبَ أَوْ غَيْرَهُمْ بِكَفَالَتِهِمْ وَبِرِّهِمْ وَجَبْرِ خَوَاطِرِهِمْ وَتَأْدِيبِهِمْ، وَتَرْبِيَتِهِمْ أَحَسْنَ تَرْبِيَةٍ فِي مَصَالِحِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالْمَسَاكِينِ وَهُمُ الَّذِينَ أَسْكَنَتْهُمُ الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ، فَلَمْ يَحْصُلُوا عَلَى كِفَايَتِهِمْ، وَلَا كِفَايَةِ مَنْ يَمُونُونَ، فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ، بِسَدِّ خَلَّتَهُمْ وَبِدَفْعِ فَاقَتِهِمْ، وَالْحَضِّ عَلَى ذَلِكَ، وَالْقِيَامِ بِمَا يُمْكِنُ مِنْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى أَيِ: الْجَارِ الْقَرِيبِ الَّذِي لَهُ حَقَّانِ حَقُّ الْجِوَارِ وَحَقُّ الْقَرَابَةِ، فَلَهُ عَلَى جَارِهِ حَقٌّ وَإِحْسَانٌ رَاجِعٌ إِلَى الْعُرْفِ. ( وَ ) كَذَلِكَ " الْجَارِ الْجُنُبِ " أَيِ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ قَرَابَةٌ. وَكُلَّمَا كَانَ الْجَارُ أَقْرَبَ بَابًا كَانَ آكَدَ حَقًّا، فَيَنْبَغِي
nindex.php?page=treesubj&link=18107_18105_32659_32660لِلْجَارِ أَنْ يَتَعَاهَدَ جَارَهُ بِالْهَدِيَّةِ وَالصَّدَقَةِ وَالدَّعْوَةِ وَاللَّطَافَةِ بِالْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ وَعَدَمِ أَذِيَّتِهِ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ قِيلَ: الرَّفِيقُ فِي السَّفَرِ، وَقِيلَ: الزَّوْجَةُ، وَقِيلَ الصَّاحِبُ مُطْلَقًا، وَلَعَلَّهُ أَوْلَى، فَإِنَّهُ يَشْمَلُ الصَّاحِبَ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ وَيَشْمَلُ الزَّوْجَةَ. فَعَلَى الصَّاحِبِ لِصَاحِبِهِ حَقٌّ زَائِدٌ عَلَى مُجَرَّدِ إِسْلَامِهِ، مِنْ مُسَاعَدَتِهِ عَلَى أُمُورِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، وَالنُّصْحِ لَهُ; وَالْوَفَاءِ مَعَهُ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَأَنْ يُحِبَّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَيَكْرَهَ لَهُ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ، وَكُلَّمَا زَادَتِ الصُّحْبَةُ تَأَكَّدَ الْحَقُّ وَزَادَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَابْنِ السَّبِيلِ وَهُوَ: الْغَرِيبُ الَّذِي احْتَاجَ فِي بَلَدِ الْغُرْبَةِ أَوْ لَمْ يَحْتَجْ، فَلَهُ حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لِشِدَّةِ حَاجَتِهِ وَكَوْنِهِ فِي غَيْرِ وَطَنِهِ بِتَبْلِيغِهِ إِلَى مَقْصُودِهِ أَوْ بَعْضِ مَقْصُودِهِ وَبِإِكْرَامِهِ وَتَأْنِيسِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ : أَيْ: مِنَ الْآدَمِيِّينَ وَالْبَهَائِمِ بِالْقِيَامِ بِكِفَايَتِهِمْ وَعَدَمِ تَحْمِيلِهِمْ مَا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ وَإِعَانَتِهِمْ عَلَى مَا تَحَمَّلُوهُ، وَتَأْدِيبِهِمْ لِمَا فِيهِ مَصْلَحَتُهُمْ. فَمَنْ قَامَ بِهَذِهِ الْمَأْمُورَاتِ فَهُوَ الْخَاضِعُ لِرَبِّهِ، الْمُتَوَاضِعُ لِعِبَادِ اللَّهِ، الْمُنْقَادُ لِأَمْرِ اللَّهِ وَشَرْعِهِ، الَّذِي يَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ الْجَزِيلَ وَالثَّنَاءَ الْجَمِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَقُمْ بِذَلِكَ فَإِنَّهُ عَبْدٌ مُعْرِضٌ
[ ص: 306 ] عَنْ رَبِّهِ، غَيْرُ مُنْقَادٍ لِأَوَامِرِهِ، وَلَا مُتَوَاضِعٌ لِلْخَلْقِ، بَلْ هُوَ مُتَكَبِّرٌ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ مُعْجَبٌ بِنَفْسِهِ فَخَوْرٌ بِقَوْلِهِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا أَيْ: مُعْجَبًا بِنَفْسِهِ مُتَكَبِّرًا عَلَى الْخَلْقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36فَخُورًا يُثْنِي عَلَى نَفْسِهِ وَيَمْدَحُهَا عَلَى وَجْهِ الْفَخْرِ وَالْبَطَرِ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ، فَهَؤُلَاءِ مَا بِهِمْ مِنَ الِاخْتِيَالِ وَالْفَخْرِ يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْقِيَامِ بِالْحُقُوقِ. وَلِهَذَا ذَمَّهُمْ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الَّذِينَ يَبْخَلُونَ أَيْ: يَمْنَعُونَ مَا عَلَيْهِمْ مِنَ الْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ بِأَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَيْ: مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ الضَّالُّونَ وَيَسْتَرْشِدُ بِهِ الْجَاهِلُونَ فَيَكْتُمُونَهُ عَنْهُمْ، وَيُظْهِرُونَ لَهُمْ مِنَ الْبَاطِلِ مَا يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْحَقِّ. فَجَمَعُوا بَيْنَ الْبُخْلِ بِالْمَالِ وَالْبُخْلِ بِالْعِلْمِ، وَبَيْنَ السَّعْيِ فِي خَسَارَةِ أَنْفُسِهِمْ وَخَسَارَةِ غَيْرِهِمْ، وَهَذِهِ هِيَ صِفَاتُ الْكَافِرِينَ، فَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا أَيْ: كَمَا تَكَبَّرُوا عَلَى عِبَادِ اللَّهِ وَمَنَعُوا حُقُوقَهُ وَتَسَبَّبُوا فِي مَنْعِ غَيْرِهِمْ مِنَ الْبُخْلِ وَعَدَمِ الِاهْتِدَاءِ، أَهَانَهُمْ بِالْعَذَابِ الْأَلِيمِ وَالْخِزْيِ الدَّائِمِ. فَعِيَاذًا بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ كَلِّ سُوءٍ.
(38) ثُمَّ أَخْبَرَ عَنِ النَّفَقَةِ الصَّادِرَةِ عَنْ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ وَعَدَمِ إِيمَانٍ بِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ أَيْ: لِيَرَوْهُمْ وَيَمْدَحُوهُمْ وَيُعَظِّمُوهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ أَيْ: لَيْسَ إِنْفَاقُهُمْ صَادِرًا عَنْ إِخْلَاصٍ وَإِيمَانٍ بِاللَّهِ وَرَجَاءِ ثَوَابِهِ. أَيْ: فَهَذَا مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَأَعْمَالِهِ الَّتِي يَدْعُو حِزْبَهُ إِلَيْهَا لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ. وَصَدَرَتْ مِنْهُمْ بِسَبَبِ مُقَارَنَتِهِ لَهُمْ وَأَزِّهِمْ إِلَيْهَا فَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا أَيْ: بِئْسَ الْمُقَارِنُ وَالصَّاحِبُ الَّذِي يُرِيدُ إِهْلَاكَ مَنْ قَارَنَهُ وَيَسْعَى فِيهِ أَشَدَّ السَّعْيِ.
فَكَمَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18897مَنْ بَخِلَ بِمَا آتَاهُ اللَّهُ، وَكَتَمَ مَا مَنَّ بِهِ اللَّهُ عَلَيْهِ عَاصٍ آثِمٌ مُخَالِفٌ لِرَبِّهِ، فَكَذَلِكَ مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18697أَنْفَقَ وَتَعْبَّدَ لِغَيْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ آثِمٌ عَاصٍ لِرَبِّهِ مُسْتَوْجِبٌ لِلْعُقُوبَةِ، لِأَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا أَمَرَ بِطَاعَتِهِ وَامْتِثَالِ أَمْرِهِ عَلَى وَجْهِ الْإِخْلَاصِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَهَذَا الْعَمَلُ الْمَقْبُولُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ صَاحِبُهُ الْمَدْحَ وَالثَّوَابَ فَلِهَذَا حَثَّ تَعَالَى عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: