nindex.php?page=treesubj&link=19860_29690_29785_30347_32026_34131_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون nindex.php?page=treesubj&link=30513_31643_31784_32022_32028_32345_32354_32356_33686_34028_34166_34346_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين nindex.php?page=treesubj&link=30454_30483_34091_34308_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين nindex.php?page=treesubj&link=19721_28723_29676_29694_30503_30526_30538_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم nindex.php?page=treesubj&link=29785_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين
(51) هذا القرآن نذارة للخلق كلهم، ولكن إنما ينتفع به
[ ص: 476 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم فهم متيقنون للانتقال، من هذه الدار، إلى دار القرار، فلذلك يستصحبون ما ينفعهم ويدعون ما يضرهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51ليس لهم من دونه أي: لا من دون الله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51ولي ولا شفيع أي: من يتولى أمرهم فيحصل لهم المطلوب، ويدفع عنهم المحذور، ولا من يشفع لهم، لأن الخلق كلهم، ليس لهم من الأمر شيء.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51لعلهم يتقون الله، بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، فإن الإنذار موجب لذلك، وسبب من أسبابه.
(52)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه أي: لا تطرد عنك، وعن مجالستك، أهل العبادة والإخلاص، رغبة في مجالسة غيرهم، من الملازمين لدعاء ربهم، دعاء العبادة بالذكر والصلاة ونحوها، ودعاء المسألة، في أول النهار وآخره، وهم قاصدون بذلك وجه الله، ليس لهم من الأغراض سوى ذلك الغرض الجليل، فهؤلاء ليسوا مستحقين للطرد والإعراض عنهم، بل مستحقون لموالاتهم ومحبتهم، وإدنائهم، وتقريبهم، لأنهم الصفوة من الخلق وإن كانوا فقراء، والأعزاء في الحقيقة وإن كانوا عند الناس أذلاء.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء أي: كل له حسابه، وله عمله الحسن، وعمله القبيح.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52فتطردهم فتكون من الظالمين وقد امتثل صلى الله عليه وسلم هذا الأمر، أشد امتثال، فكان إذا جلس الفقراء من المؤمنين صبر نفسه معهم، وأحسن معاملتهم، وألان لهم جانبه، وحسن خلقه، وقربهم منه، بل كانوا هم أكثر أهل مجلسه رضي الله عنهم.
وكان سبب نزول هذه الآيات، أن أناسا من
قريش، أو من أجلاف
العرب قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أردت أن نؤمن لك ونتبعك، فاطرد فلانا وفلانا، أناسا من فقراء الصحابة، فإنا نستحيي أن ترانا
العرب جالسين مع هؤلاء الفقراء، فحمله حبه لإسلامهم، واتباعهم له، فحدثته نفسه بذلك. فعاتبه الله بهذه الآية ونحوها.
(53)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أي: هذا من ابتلاء الله لعباده، حيث جعل بعضهم غنيا; وبعضهم فقيرا، وبعضهم شريفا، وبعضهم وضيعا، فإذا من الله بالإيمان على الفقير أو الوضيع; كان ذلك محل محنة للغني والشريف فإن كان قصده الحق واتباعه، آمن وأسلم، ولم يمنعه من
[ ص: 477 ] ذلك مشاركة الذي يراه دونه بالغنى أو الشرف، وإن لم يكن صادقا في طلب الحق، كانت هذه عقبة ترده عن اتباع الحق.
وقالوا محتقرين لمن يرونهم دونهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53أهؤلاء من الله عليهم من بيننا فمنعهم هذا من اتباع الحق، لعدم ذكائهم، قال الله مجيبا لكلامهم المتضمن الاعتراض على الله في هداية هؤلاء، وعدم هدايتهم هم.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53أليس الله بأعلم بالشاكرين الذين يعرفون النعمة، ويقرون بها، ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح، فيضع فضله ومنته عليهم، دون من ليس بشاكر، فإن الله تعالى حكيم، لا يضع فضله عند من ليس له بأهل، وهؤلاء المعترضون بهذا الوصف، بخلاف من من الله عليهم بالإيمان، من الفقراء وغيرهم فإنهم هم الشاكرون.
(54) ولما نهى الله رسوله، عن طرد المؤمنين القانتين، أمره بمقابلتهم بالإكرام والإعظام، والتبجيل والاحترام، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم أي: وإذا جاءك المؤمنون، فحيهم ورحب بهم ولقهم منك تحية وسلاما، وبشرهم بما ينشط عزائمهم وهممهم، من رحمة الله، وسعة جوده وإحسانه، وحثهم على كل سبب وطريق، يوصل لذلك.
ورهبهم من الإقامة على الذنوب، وأمرهم بالتوبة من المعاصي، لينالوا مغفرة ربهم وجوده، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح أي: فلا بد مع ترك الذنوب والإقلاع، والندم عليها، من إصلاح العمل، وأداء ما أوجب الله، وإصلاح ما فسد من الأعمال الظاهرة والباطنة.
فإذا وجد ذلك كله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54فأنه غفور رحيم أي: صب عليهم من مغفرته ورحمته، بحسب ما قاموا به، مما أمرهم به.
(55)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55وكذلك نفصل الآيات أي: نوضحها ونبينها، ونميز بين طريق الهدى من الضلال، والغي والرشاد، ليهتدي بذلك المهتدون، ويتبين الحق الذي ينبغي سلوكه.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55ولتستبين سبيل المجرمين الموصلة إلى سخط الله وعذابه، فإن سبيل المجرمين إذا استبانت واتضحت، أمكن اجتنابها، والبعد منها، بخلاف ما لو كانت مشتبهة ملتبسة، فإنه لا يحصل هذا المقصود الجليل.
nindex.php?page=treesubj&link=19860_29690_29785_30347_32026_34131_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30513_31643_31784_32022_32028_32345_32354_32356_33686_34028_34166_34346_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30454_30483_34091_34308_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19721_28723_29676_29694_30503_30526_30538_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=29785_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ
(51) هَذَا الْقُرْآنُ نِذَارَةٌ لِلْخَلْقِ كُلِّهِمْ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْتَفِعُ بِهِ
[ ص: 476 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ فَهُمْ مُتَيَقِّنُونَ لِلِانْتِقَالِ، مِنْ هَذِهِ الدَّارِ، إِلَى دَارِ الْقَرَارِ، فَلِذَلِكَ يَسْتَصْحِبُونَ مَا يَنْفَعُهُمْ وَيَدَعُونَ مَا يَضُرُّهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ أَيْ: لَا مِنْ دُونِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ أَيْ: مَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَهُمْ فَيَحْصُلُ لَهُمُ الْمَطْلُوبُ، وَيَدْفَعُ عَنْهُمُ الْمَحْذُورَ، وَلَا مَنْ يَشْفَعُ لَهُمْ، لِأَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ، لَيْسَ لَهُمْ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ اللَّهَ، بِامْتِثَالِ أَوَامِرِهِ، وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ، فَإِنَّ الْإِنْذَارَ مُوجِبٌ لِذَلِكَ، وَسَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِهِ.
(52)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ أَيْ: لَا تَطْرُدْ عَنْكَ، وَعَنْ مُجَالَسَتِكَ، أَهْلَ الْعِبَادَةِ وَالْإِخْلَاصِ، رَغْبَةً فِي مُجَالَسَةِ غَيْرِهِمْ، مِنَ الْمُلَازِمِينَ لِدُعَاءِ رَبِّهِمْ، دُعَاءِ الْعِبَادَةِ بِالذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ وَنَحْوِهَا، وَدُعَاءِ الْمَسْأَلَةِ، فِي أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرِهِ، وَهُمْ قَاصِدُونَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ، لَيْسَ لَهُمْ مِنَ الْأَغْرَاضِ سِوَى ذَلِكَ الْغَرَضِ الْجَلِيلِ، فَهَؤُلَاءِ لَيْسُوا مُسْتَحِقِّينَ لِلطَّرْدِ وَالْإِعْرَاضِ عَنْهُمْ، بَلْ مُسْتَحِقُّونَ لِمُوَالَاتِهِمْ وَمَحَبَّتِهِمْ، وَإِدْنَائِهِمْ، وَتَقْرِيبِهِمْ، لِأَنَّهُمُ الصَّفْوَةُ مِنَ الْخَلْقِ وَإِنْ كَانُوا فُقَرَاءَ، وَالْأَعِزَّاءُ فِي الْحَقِيقَةِ وَإِنْ كَانُوا عِنْدَ النَّاسِ أَذِلَّاءَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ أَيْ: كُلٌّ لَهُ حِسَابُهُ، وَلَهُ عَمَلُهُ الْحَسَنُ، وَعَمَلُهُ الْقَبِيحُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ وَقَدِ امْتَثَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْأَمْرَ، أَشَدَّ امْتِثَالٍ، فَكَانَ إِذَا جَلَسَ الْفُقَرَاءُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ صَبَّرَ نَفْسَهُ مَعَهُمْ، وَأَحْسَنَ مُعَامَلَتَهُمْ، وَأَلَانَ لَهُمْ جَانَبَهُ، وَحَسَّنَ خُلُقَهُ، وَقَرَّبَهُمْ مِنْهُ، بَلْ كَانُوا هُمْ أَكْثَرَ أَهْلِ مَجْلِسِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
وَكَانَ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَاتِ، أَنَّ أُنَاسًا مِنْ
قُرَيْشٍ، أَوْ مِنْ أَجْلَافِ
الْعَرَبِ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ نُؤْمِنَ لَكَ وَنَتَّبِعَكَ، فَاطْرُدَ فُلَانًا وَفُلَانًا، أُنَاسًا مِنْ فُقَرَاءِ الصَّحَابَةِ، فَإِنَّا نَسْتَحْيِي أَنْ تَرَانَا
الْعَرَبُ جَالِسِينَ مَعَ هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءِ، فَحَمَلَهُ حُبُّهُ لِإِسْلَامِهِمْ، وَاتِّبَاعِهِمْ لَهُ، فَحَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِذَلِكَ. فَعَاتَبَهُ اللَّهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَنَحْوِهَا.
(53)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَيْ: هَذَا مِنَ ابْتِلَاءِ اللَّهِ لِعِبَادِهِ، حَيْثُ جَعَلَ بَعْضَهُمْ غَنِيًّا; وَبَعْضَهُمْ فَقِيرًا، وَبَعْضَهُمْ شَرِيفًا، وَبَعْضَهُمْ وَضِيعًا، فَإِذَا مَنَّ اللَّهُ بِالْإِيمَانِ عَلَى الْفَقِيرِ أَوِ الْوَضِيعِ; كَانَ ذَلِكَ مَحَلَّ مِحْنَةٍ لِلْغَنِيِّ وَالشَّرِيفِ فَإِنْ كَانَ قَصْدُهُ الْحَقَّ وَاتِّبَاعَهُ، آمَنَ وَأَسْلَمَ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ
[ ص: 477 ] ذَلِكَ مُشَارَكَةُ الَّذِي يَرَاهُ دُونَهُ بِالْغِنَى أَوِ الشَّرَفِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ صَادِقًا فِي طَلَبِ الْحَقِّ، كَانَتْ هَذِهِ عَقَبَةً تَرُدُّهُ عَنِ اتِّبَاعِ الْحَقِّ.
وَقَالُوا مُحْتَقِرِينَ لِمَنْ يَرَوْنَهُمْ دُونَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا فَمَنَعَهُمْ هَذَا مِنَ اتِّبَاعِ الْحَقِّ، لِعَدَمِ ذَكَائِهِمْ، قَالَ اللَّهُ مُجِيبًا لِكَلَامِهِمُ الْمُتَضَمِّنِ الِاعْتِرَاضَ عَلَى اللَّهِ فِي هِدَايَةِ هَؤُلَاءِ، وَعَدَمِ هِدَايَتِهِمْ هُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ النِّعْمَةَ، وَيُقِرُّونَ بِهَا، وَيَقُومُونَ بِمَا تَقْتَضِيهِ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَيَضَعُ فَضْلَهُ وَمِنَّتَهُ عَلَيْهِمْ، دُونَ مَنْ لَيْسَ بِشَاكِرٍ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَكِيمٌ، لَا يَضَعُ فَضْلَهُ عِنْدَ مَنْ لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ، وَهَؤُلَاءِ الْمُعْتَرِضُونَ بِهَذَا الْوَصْفِ، بِخِلَافِ مَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالْإِيمَانِ، مِنَ الْفُقَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ فَإِنَّهُمْ هُمُ الشَّاكِرُونَ.
(54) وَلَمَّا نَهَى اللَّهُ رَسُولَهُ، عَنْ طَرْدِ الْمُؤْمِنِينَ الْقَانِتِينَ، أَمَرَهُ بِمُقَابَلَتِهِمْ بِالْإِكْرَامِ وَالْإِعْظَامِ، وَالتَّبْجِيلِ وَالِاحْتِرَامِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ أَيْ: وَإِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنُونَ، فَحَيِّهِمْ وَرَحِّبْ بِهِمْ وَلَقِّهِمْ مِنْكَ تَحِيَّةً وَسَلَامًا، وَبَشِّرْهُمْ بِمَا يُنَشِّطُ عَزَائِمَهُمْ وَهِمَمَهُمْ، مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَسَعَةِ جُودِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَحَثِّهِمْ عَلَى كُلِّ سَبَبٍ وَطَرِيقٍ، يُوصِلُ لِذَلِكَ.
وَرَهِّبْهُمْ مِنَ الْإِقَامَةِ عَلَى الذُّنُوبِ، وَأْمُرْهُمْ بِالتَّوْبَةِ مِنَ الْمَعَاصِي، لِيَنَالُوا مَغْفِرَةَ رَبِّهِمْ وَجُودَهُ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ أَيْ: فَلَا بُدَّ مَعَ تَرْكِ الذُّنُوبِ وَالْإِقْلَاعِ، وَالنَّدَمِ عَلَيْهَا، مِنْ إِصْلَاحِ الْعَمَلِ، وَأَدَاءِ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ، وَإِصْلَاحِ مَا فَسَدَ مِنَ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ.
فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ كُلَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ أَيْ: صَبَّ عَلَيْهِمْ مِنْ مَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، بِحَسْبِ مَا قَامُوا بِهِ، مِمَّا أَمَرَهُمْ بِهِ.
(55)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ أَيْ: نُوَضِّحُهَا وَنُبَيِّنُهَا، وَنُمَيِّزُ بَيْنَ طَرِيقِ الْهُدَى مِنَ الضَّلَالِ، وَالْغَيِّ وَالرَّشَادِ، لِيَهْتَدِيَ بِذَلِكَ الْمُهْتَدُونَ، وَيَتَبَيَّنَ الْحَقُّ الَّذِي يَنْبَغِي سُلُوكُهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ الْمُوَصِّلَةُ إِلَى سَخَطِ اللَّهِ وَعَذَابِهِ، فَإِنَّ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ إِذَا اسْتَبَانَتْ وَاتَّضَحَتْ، أَمْكَنَ اجْتِنَابُهَا، وَالْبُعْدُ مِنْهَا، بِخِلَافِ مَا لَوْ كَانَتْ مُشْتَبِهَةً مُلْتَبِسَةً، فَإِنَّهُ لَا يَحْصُلُ هَذَا الْمَقْصُودُ الْجَلِيلُ.