nindex.php?page=treesubj&link=31899_34426_28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=treesubj&link=31897_32533_28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=31780_31788_31899_31900_32024_28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=32قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=31780_31788_31900_32024_33177_28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_33177_34513_28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=34فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=31788_31900_32024_28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=35ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ [ ص: 786 ] (30 ) يَعْنِي : أَنَّ الْخَبَرَ اشْتَهَرَ وَشَاعَ فِي الْبَلَدِ ، وَتَحَدَّثَ بِهِ النِّسْوَةُ فَجَعَلْنَ يَلُمْنَهَا ، وَيَقُلْنَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا أَيْ : هَذَا أَمْرٌ مُسْتَقْبَحٌ ! هِيَ امْرَأَةٌ كَبِيرَةُ الْقَدْرِ ، وَزَوْجُهَا كَبِيرُ الْقَدْرِ ، وَمَعَ هَذَا لَمْ تَزَلْ تُرَاوِدُ فَتَاهَا الَّذِي تَحْتَ يَدِهَا وَفِي خِدْمَتِهَا عَنْ نَفْسِهِ ، وَمَعَ هَذَا ؛ فَإِنَّ حُبَّهُ قَدْ بَلَغَ مِنْ قَلْبِهَا مَبْلَغًا عَظِيمًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا أَيْ : وَصَلَ حُبُّهُ إِلَى شَغَافِ قَلْبِهَا ، وَهُوَ بَاطِنُهُ وَسُوَيْدَاؤُهُ ، وَهَذَا أَعْظَمُ مَا يَكُونُ مِنَ الْحُبِّ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=30إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ : حَيْثُ وُجِدَتْ مِنْهَا هَذِهِ الْحَالَةُ الَّتِي لَا يَنْبَغِي مِنْهَا ، وَهِيَ حَالَةٌ تَحُطُّ قَدْرَهَا وَتَضَعُهُ عِنْدَ النَّاسِ .
(31 ) وَكَانَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُنَّ مَكْرًا لَيْسَ الْمَقْصُودُ بِهِ مُجَرَّدَ اللَّوْمِ لَهَا وَالْقَدْحِ فِيهَا ، وَإِنَّمَا أَرَدْنَ أَنْ يَتَوَصَّلْنَ بِهَذَا الْكَلَامِ إِلَى رُؤْيَةِ
يُوسُفَ الَّذِي فُتِنَتْ بِهِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ لِتَحْنَقَ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ وَتُرِيَهُنَّ إِيَّاهُ لِيَعْذِرْنَهَا ، وَلِهَذَا سَمَّاهُ مَكْرًا ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=32قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=34فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ تَدْعُوهُنَّ إِلَى مَنْزِلِهَا لِلضِّيَافَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً أَيْ : مَحَلًّا مُهَيَّأً بِأَنْوَاعِ الْفُرُشِ وَالْوَسَائِدِ ، وَمَا يُقْصَدُ بِذَلِكَ مِنَ الْمَآكِلِ اللَّذِيذَةِ ، وَكَانَ فِي جُمْلَةِ مَا أَتَتْ بِهِ وَأَحْضَرَتْهُ فِي تِلْكَ الضِّيَافَةِ طَعَامٌ يَحْتَاجُ إِلَى سِكِّينٍ : إِمَّا أُتْرُجٌّ ، أَوْ غَيْرُهُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا لِيُقَطِّعْنَ فِيهَا ذَلِكَ الطَّعَامَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وَقَالَتِ لِيُوسُفَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فِي حَالَةِ جَمَالِهِ وَبَهَائِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ أَيْ : أَعْظَمْنَهُ فِي صُدُورِهِنَّ ، وَرَأَيْنَ مَنْظَرًا فَائِقًا لَمْ يُشَاهِدْنَ مِثْلَهُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وَقَطَّعْنَ مِنَ الدَّهَشِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31أَيْدِيَهُنَّ بِتِلْكَ السَّكَاكِينِ اللَّاتِي مَعَهُنَّ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ أَيْ : تَنْزِيهًا لِلَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ وَذَلِكَ أَنَّ
يُوسُفَ أُعْطِيَ مِنَ الْجَمَالِ الْفَائِقِ وَالنُّورِ وَالْبَهَاءِ مَا كَانَ بِهِ آيَةً لِلنَّاظِرِينَ ، وَعِبْرَةً لِلْمُتَأَمِّلِينَ .
(32 ) فَلَمَّا تَقَرَّرَ عِنْدَهُنَّ جَمَالُ
يُوسُفَ الظَّاهِرُ ، وَأَعْجَبَهُنَّ غَايَةً ، وَظَهَرَ مِنْهُنَّ مِنَ الْعُذْرِ لِامْرَأَةِ الْعَزِيزِ شَيْءٌ كَثِيرٌ ؛ أَرَادَتْ أَنْ تُرِيَهُنَّ جَمَالَهُ الْبَاطِنَ بِالْعِفَّةِ التَّامَّةِ فَقَالَتْ مُعْلَنَةً لِذَلِكَ وَمُبَيِّنَةً لِحُبِّهِ الشَّدِيدِ غَيْرَ مُبَالِيَةٍ ، وَلِأَنَّ اللَّوْمَ انْقَطَعَ عَنْهَا مِنَ النِّسْوَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=32وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ أَيِ : امْتَنَعَ وَهِيَ مُقِيمَةٌ عَلَى مُرَاوَدَتِهِ ، لَمْ
[ ص: 787 ] تَزِدْهَا مُرُورُ الْأَوْقَاتِ إِلَّا قَلَقًا وَمَحَبَّةً وَشَوْقًا لِوِصَالِهِ وَتَوْقًا ، وَلِهَذَا قَالَتْ لَهُ بِحَضْرَتِهِنَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=32وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ لِتُلْجِئَهُ بِهَذَا الْوَعِيدِ إِلَى حُصُولِ مَقْصُودِهَا مِنْهُ .
(33 ) فَعِنْدَ ذَلِكَ اعْتَصَمَ
يُوسُفُ بِرَبِّهِ ، وَاسْتَعَانَ بِهِ عَلَى كَيْدِهِنَّ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ النِّسْوَةَ ، جَعَلْنَ يُشِرْنَ عَلَى يُوسُفَ فِي مُطَاوَعَةِ سَيِّدَتِهِ ، وَجَعَلْنَ يَكِدْنَهُ فِي ذَلِكَ ، فَاسْتَحَبَّ السَّجْنَ وَالْعَذَابَ الدُّنْيَوِيَّ عَلَى لَذَّةٍ حَاضِرَةٍ تُوجِبُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ أَيْ : أَمِلُ إِلَيْهِنَّ ؛ فَإِنِّي ضَعِيفٌ عَاجِزٌ إِنْ لَمْ تَدْفَعْ عَنِّي السُّوءَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33وَأَكُنْ إِنْ صَبَوْتُ إِلَيْهِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=33مِنَ الْجَاهِلِينَ فَإِنَّ هَذَا جَهْلٌ ؛ لِأَنَّهُ آثَرَ لَذَّةً قَلِيلَةً مُنَغِّصَةً عَلَى لَذَّاتٍ مُتَتَابِعَاتٍ وَشَهَوَاتٍ مُتَنَوِّعَاتٍ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، وَمَنْ آثَرَ هَذَا عَلَى هَذَا ؛ فَمَنْ أَجْهَلُ مِنْهُ ؟ !! فَإِنَّ الْعِلْمَ وَالْعَقْلَ يَدْعُو إِلَى تَقْدِيمِ أَعْظَمِ الْمَصْلَحَتَيْنِ وَأَعْظَمِ اللَّذَّتَيْنِ ، وَيُؤْثِرُ مَا كَانَ مَحْمُودَ الْعَاقِبَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=34فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ حِينَ دَعَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=34فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ فَلَمْ تَزَلْ تُرَاوِدُهُ وَتَسْتَعِينُ عَلَيْهِ بِمَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الْوَسَائِلِ ، حَتَّى أَيَّسَهَا ، وَصَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ كَيْدَهَا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=34إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ لِدُعَاءِ الدَّاعِي
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=34الْعَلِيمُ بِنِيَّتِهِ الصَّالِحَةِ ، وَبِنِيَّتِهِ الضَّعِيفَةِ الْمُقْتَضِيَةِ لِإِمْدَادِهِ بِمَعُونَتِهِ وَلُطْفِهِ ، فَهَذَا مَا نَجَّى اللَّهُ بِهِ يُوسُفَ مِنْ هَذِهِ الْفِتْنَةِ الْمُلِمَّةِ وَالْمِحْنَةِ الشَّدِيدَةِ .
(35 ) وَأَمَّا أَسْيَادُهُ فَإِنَّهُ لَمَّا اشْتَهَرَ الْخَبَرُ وَبَانَ وَصَارَ النَّاسُ فِيهَا بَيْنَ عَاذِرٍ وَلَائِمٍ وَقَادِحٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=35بَدَا لَهُمْ أَيْ : ظَهَرَ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=35مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ الدَّالَّةَ عَلَى بَرَاءَتِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=35لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ أَيْ : لِيَنْقَطِعَ بِذَلِكَ الْخَبَرِ وَيَتَنَاسَاهُ النَّاسُ؛ فَإِنَّ الشَّيْءَ إِذَا شَاعَ ؛ لَمْ يَزَلْ يُذَكَرُ وَيُشَاعُ مَعَ وُجُودِ أَسْبَابِهِ ، فَإِذَا عُدِمَتْ أَسْبَابُهُ نُسِيَ ، فَرَأَوْا أَنَّ هَذَا مَصْلَحَةٌ لَهُمْ ، فَأَدْخَلُوهُ فِي السِّجْنِ .