وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات وبالنجم هم يهتدون
[ ص: 876 ] (15 - 16 ) أي: وألقى الله تعالى لأجل عباده في الأرض رواسي وهي: ، ومن رحمته تعالى أن جعل فيها أنهارا، يسوقها من أرض بعيدة إلى أرض مضطرة إليها؛ لسقيهم وسقي مواشيهم وحروثهم؛ أنهارا على وجه الأرض، وأنهارا في بطنها يستخرجونها بحفرها، حتى يصلوا إليها فيستخرجونها بما سخر الله لهم من الدوالي والآلات ونحوها، ومن رحمته أن جعل في الأرض سبلا أي: طرقا توصل إلى الديار المتنائية الجبال العظام لئلا تميد بهم وتضطرب بالخلق فيتمكنون من حرث الأرض والبناء والسير عليها لعلكم تهتدون : السبيل إليها ، حتى إنك تجد أرضا مشتبكة بالجبال مسلسلة فيها ، وقد جعل الله فيما بينها منافذ ومسالك للسالكين.