الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه، وأنزل التوراة والإنجيل [ ص: 365 ] من قبل هدى للناس، وأنزل الفرقان. إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد، والله عزيز ذو انتقام إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء، لا إله إلا هو العزيز الحكيم هو الذي أنزل عليك الكتاب: منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات. فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله - وما يعلم تأويله إلا الله - والراسخون في العلم يقولون: آمنا به، كل من عند ربنا - وما يذكر إلا أولو الألباب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد" ..

                                                                                                                                                                                                                                      هكذا تبدأ السورة في مواجهة أهل الكتاب المنكرين لرسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم بحكم معرفتهم بالنبوات والرسالات والكتب المنزلة والوحي من الله، كانوا أولى الناس بأن يكونوا أول المصدقين المسلمين.

                                                                                                                                                                                                                                      لو أن الأمر أمر اقتناع بحجة ودليل!.

                                                                                                                                                                                                                                      هكذا تبدأ السورة في مواجهتهم بهذا الشوط القاطع، الفاصل في أكبر الشبهات التي تحيك في صدورهم، أو التي يتعمدون نثرها في صدور المسلمين تعمدا. والكاشف لمداخل هذه الشبهات في القلوب ومساربها.

                                                                                                                                                                                                                                      والمحدد لموقف المؤمنين الحقيقيين من آيات الله وموقف أهل الزيغ والانحراف! والمصور لحال المؤمنين من ربهم والتجائهم إليه، وتضرعهم له، ومعرفتهم بصفاته تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      الله لا إله إلا هو الحي القيوم ..

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا التوحيد الخالص الناصع هو مفرق الطريق بين عقيدة المسلم وسائر العقائد ، سواء منها عقائد الملحدين والمشركين، وعقائد أهل الكتاب المنحرفين: يهودا أو نصارى . على اختلاف مللهم ونحلهم جميعا. كما أنه هو مفرق الطريق بين حياة المسلم وحياة سائر أهل العقائد في الأرض. فالعقيدة هنا تحدد منهج الحياة ونظامها تحديدا كاملا دقيقا.

                                                                                                                                                                                                                                      الله لا إله إلا هو .. فلا شريك له في الألوهية.. الحي .. الذي يتصف بحقيقة الحياة الذاتية المطلقة من كل قيد فلا شبيه له في صفته.. القيوم .. الذي به تقوم كل حياة وبه يقوم كل وجود والذي يقوم كذلك على كل حياة وعلى كل وجود. فلا قيام لحياة في هذا الكون ولا وجود إلا به سبحانه .

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا مفرق الطريق في التصور والاعتقاد. ومفرق الطريق في الحياة والسلوك.

                                                                                                                                                                                                                                      مفرق الطريق في التصور والاعتقاد. بين تفرد الله - سبحانه - بصفة الألوهية وذلك الركام من التصورات الجاهلية: سواء في ذلك تصورات المشركين - وقتها في الجزيرة - وتصورات اليهود والنصارى - وبخاصة تصورات النصارى .

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد حكى القرآن عن اليهود أنهم كانوا يقولون: "عزيز ابن الله". كما أن الانحراف الذي سجله ما يعتبره اليهود اليوم "الكتاب المقدس" يتضمن شيئا كهذا. كما جاء في سفر التكوين: الإصحاح السادس . [ ص: 366 ] فأما انحرافات التصورات المسيحية فقد حكى القرآن منها قولهم: إن الله ثالث ثلاثة . وقولهم: إن الله هو المسيح ابن مريم . واتخاذهم المسيح وأمه إلهين من دون الله. واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله..

                                                                                                                                                                                                                                      وقد جاء في كتاب "الدعوة إلى الإسلام" تأليف أرنولد . شيء عن هذه التصورات..

                                                                                                                                                                                                                                      "ولقد أفلح جستنيان قبل الفتح الإسلامي بمائة عام في أن يكسب الإمبراطورية الرومانية مظهرا من مظاهر الوحدة. ولكن سرعان ما تصدعت بعد موته، وأصبحت في حاجة ماسة إلى شعور قومي مشترك، يربط بين الولايات وحاضرة الدولة. أما هرقل فقد بذل جهودا لم تصادف نجاحا كاملا في إعادة ربط الشام بالحكومة المركزية. ولكن ما اتخذه من وسائل عامة في سبيل التوفيق قد أدى لسوء الحظ إلى زيادة الانقسام بدلا من القضاء عليه. ولم يكن ثمة ما يقوم مقام الشعور بالقومية سوى العواطف الدينية. فحاول بتفسيره العقيدة تفسيرا يستعين به على تهدئة النفوس أن يقف ما يمكن أن يشجر بعد ذلك بين الطوائف المتناحرة من خصوما; وأن يوحد بين الخارجين على الدين وبين الكنيسة الأرثوذكسية، وبينهم وبين الحكومة المركزية.. وكان مجمع خلقيدونية قد أعلن في سنة 451 ميلادية أن المسيح ينبغي أن يعترف بأنه يتمثل في طبيعتين لا اختلاط بينهما، ولا تغير، ولا تجزؤ. ولا انفصال. ولا يمكن أن ينتفي خلافهما بسبب اتحادهما. بل الأحرى أن تحتفظ كل طبيعة منهما بخصائصها; وتجتمع في أقنوم واحد، وجسد واحد. لا كما لو كانت متجزئة أو منفصلة في أقنومين. بل متجمعة في أقنوم واحد هو ذلك الابن والله والكلمة.. وقد رفض اليعاقبة هذا المجمع، وكانوا لا يعترفون في المسيح إلا بطبيعة واحدة. وقالوا: إنه مركب الأقانيم. له كل الصفات الإلهية والبشرية.

                                                                                                                                                                                                                                      ولكن المادة التي تحمل هذه الصفات لم تعد ثنائية. بل أصبحت وحدة مركبة الأقانيم.. وكان الجدل قد احتدم قرابة قرنين من الزمان بين طائفة الأرثوذكس وبين اليعاقبة الذين ازدهروا بوجه خاص في مصر والشام والبلاد الخارجة عن نطاق الإمبراطورية البيزنطية. في الوقت الذي سعى فيه هرقل في إصلاح ذات البين عن طريق المذهب القائل بأن للمسيح مشيئة واحدة. ففي الوقت الذي نجد فيه هذا المذهب يعترف بوجود الطبيعتين، إذا به يتمسك بوحدة الأقنوم في حياة المسيح البشرية. وذلك بإنكاره وجود نوعين من الحياة في أقنوم واحد.

                                                                                                                                                                                                                                      فالمسيح الواحد، الذي هو ابن الله، يحقق الجانب الإنساني والجانب الإلهي بقوة إلهية إنسانية واحدة. ومعنى هذا أنه لا يوجد سوى إرادة واحدة في الكلمة المتجسدة.. لكن هرقل قد لقي المصير الذي انتهى إليه كثيرون جدا ممن كانوا يأملون أن يقيموا دعائم السلام. ذلك بأن الجدل لم يحتدم مرة أخرى كأعنف ما يكون فحسب، بل إن هرقل نفسه قد وصم بالإلحاد، وجر على نفسه سخط الطائفتين على السواء " كذلك يقول باحث مسيحي آخر هو " كانون تايلور " عن الحالة بين نصارى الشرق عند البعثة المحمدية:

                                                                                                                                                                                                                                      "وكان الناس في الواقع مشركين يعبدون زمرة من الشهداء والقديسين والملائكة" .

                                                                                                                                                                                                                                      أما انحرافات عقائد المشركين فقد حكى القرآن عنها: عبادتهم للجن والملائكة والشمس والقمر والأصنام.

                                                                                                                                                                                                                                      وكان أقل عقائدهم انحرافا عقيدة من يقولون عن هذه الآلهة: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ! [ ص: 367 ] فأمام هذا الركام من التصورات الفاسدة والمنحرفة التي أشرنا إليها هذه الإشارات الخاطفة جاء الإسلام في هذه السورة - ليعلنها ناصعة واضحة صريحة حاسمة:

                                                                                                                                                                                                                                      الله لا إله إلا هو الحي القيوم .

                                                                                                                                                                                                                                      فكانت مفرق الطريق في التصور والاعتقاد.. كذلك كانت مفرق الطريق في الحياة والسلوك..

                                                                                                                                                                                                                                      إن الذي يمتلئ شعوره بوجود الله الواحد الذي لا إله إلا هو. الحي الواحد الذي لا حي غيره. القيوم الواحد الذي به تقوم كل حياة أخرى وكل وجود، كما أنه هو الذي يقوم على كل حي وكل موجود..

                                                                                                                                                                                                                                      إن الذي يمتلئ شعوره بوجود الله الواحد الذي هذه صفته، لا بد أن يختلف منهج حياته ونظامها من الأساس عن الذي تغيم في حسه تلك التصورات التائهة المهوشة. فلا يجد في ضميره أثرا لحقيقة الألوهية الفاعلة المتصرفة في حياته!.

                                                                                                                                                                                                                                      إنه مع التوحيد الواضح الخالص لا مكان لعبودية إلا لله . ولا مكان للاستمداد والتلقي إلا من الله. لا في شريعة أو نظام، ولا في أدب أو خلق. ولا في اقتصاد أو اجتماع. ولا مكان كذلك للتوجه لغير الله في شأن من شؤون الحياة، وما بعد الحياة.. أما في تلك التصورات الزائغة المنحرفة المهزوزة الغامضة فلا متجه ولا قرار، ولا حدود لحرام أو حلال، ولا لخطإ أو صواب: في شرع أو نظام، في أدب أو خلق، وفي معاملة أو سلوك.. فكلها.. كلها.. إنما تتحدد وتتضح عندما تتحدد الجهة التي منها التلقي، وإليها التوجه، ولها الطاعة والعبودية والاستسلام.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن ثم كانت هذه المواجهة بذلك الحسم في مفرق الطريق:

                                                                                                                                                                                                                                      الله لا إله إلا هو الحي القيوم ..

                                                                                                                                                                                                                                      ومن ثم كان التميز والتفرد لطبيعة الحياة الإسلامية - لا لطبيعة الاعتقاد وحده - فالحياة الإسلامية بكل مقوماتها إنما تنبثق انبثاقا من حقيقة هذا التصور الإسلامي عن التوحيد الخالص الجازم. التوحيد الذي لا يستقيم عقيدة في الضمير ما لم تتبعه آثاره العملية في الحياة. من تلقي الشريعة والتوحيد من الله في كل شأن من شؤون الحياة. والتوجه كذلك إلى الله في كل نشاط وكل اتجاه.

                                                                                                                                                                                                                                      وعقب هذا الإيضاح الحاسم في مفرق الطريق، بإعلان الوحدانية المطلقة لذات الله وصفاته، يجيء الحديث عن وحدانية الجهة التي تتنزل منها الأديان والكتب والرسالات. أي التي يتنزل منها المنهج الذي يصرف حياة البشر في جميع الأجيال:

                                                                                                                                                                                                                                      نزل عليك الكتاب بالحق - مصدقا لما بين يديه - وأنزل التوراة والإنجيل من قبل - هدى للناس - وأنزل الفرقان. إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد. والله عزيز ذو انتقام .

                                                                                                                                                                                                                                      وتتضمن هذه الآية في شطرها الأول جملة حقائق أساسية في التصور الاعتقادي، وفي الرد كذلك على أهل الكتاب وغيرهم من المنكرين لرسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحة ما جاء به من عند الله.

                                                                                                                                                                                                                                      فهي تقرر وحدة الجهة التي تتنزل منها الكتب على الرسل. فالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، هو الذي [ ص: 368 ] نزل هذا القرآن - عليك - كما أنه أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى من قبل. وإذن فلا اختلاط ولا امتزاج بين الألوهية والعبودية. إنما هناك إله واحد ينزل الكتب على المختارين من عباده . وهناك عبيد يتلقون. وهم عبيد لله ولو كانوا أنبياء مرسلين.

                                                                                                                                                                                                                                      4 - وهي تقرر وحدة الدين ووحدة الحق الذي تتضمنه الكتب المنزلة من عند الله. فهذا الكتاب نزله - عليك - بالحق .. مصدقا لما بين يديه .. من التوراة والإنجيل.. وكلها تستهدف غاية واحدة: هدى للناس ..

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا الكتاب الجديد "فرقان" بين الحق الذي تضمنته الكتب المنزلة، والانحرافات والشبهات التي لحقت بها بفعل الأهواء والتيارات الفكرية والسياسية (التي رأينا نموذجا منها فيما نقلناه عن الكاتب المسيحي سيرت . و آرنولد في كتاب "الدعوة إلى الإسلام" ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وهي تقرر - ضمنا - أنه لا وجه لتكذيب أهل الكتاب للرسالة الجديدة . فهي سائرة على نمط الرسالات قبلها. وكتابها نزل بالحق كالكتب المنزلة. ونزل على رسول من البشر كما نزلت الكتب على رسل من البشر.

                                                                                                                                                                                                                                      وهو مصدق لما بين يديه من كتب الله، يضم جناحيه على "الحق" الذي تضم جوانحها عليه. وقد نزله من يملك تنزيل الكتب.. فهو منزل من الجهة التي لها "الحق" في وضع منهاج الحياة للبشر، وبناء تصوراتهم الاعتقادية، وشرائعهم وأخلاقهم وآدابهم في الكتاب الذي ينزله على رسوله.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم تتضمن الآية في شطرها الثاني التهديد الرعيب للذين كفروا بآيات الله ، وتلوح لهم بعزة الله وقوته وشدة عذابه وانتقامه.. والذين كفروا بآيات الله هم الذين كذبوا بهذا الدين الواحد بإطلاقه.. وأهل الكتاب الذين انحرفوا عن كتاب الله الصحيح المنزل إليهم من قبل، فقادهم هذا الانحراف إلى التكذيب بالكتاب الجديد - وهو فرقان واضح مبين - هم أول المعنيين هنا بصفة الكفر، وهم أول من يتوجه إليهم التهديد الرعيب بعذاب الله الشديد وانتقامه الأكيد..

                                                                                                                                                                                                                                      وفي صدد التهديد بالعذاب والانتقام يؤكد لهم علم الله الذي لا يند عنه شيء. فلا خفاء عليه ولا إفلات منه:

                                                                                                                                                                                                                                      إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ..

                                                                                                                                                                                                                                      وتوكيد العلم المطلق الذي لا يخفى عليه شيء، وإثبات هذه الصفة لله - سبحانه - في هذا المقام.. هذا التوكيد يتفق أولا مع وحدانية الألوهية والقوامة التي افتتح بها السياق. كما يتفق مع التهديد الرعيب في الآية السابقة.. فلن يفلت شيء من علم الله في الأرض ولا في السماء بهذا الشمول والإطلاق. ولن يمكن إذن ستر النوايا عليه، ولا إخفاء الكيد عنه. ولن يمكن كذلك التفلت من الجزاء الدقيق، ولا التهرب من العلم اللطيف العميق.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي ظلال العلم اللطيف الشامل الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء يلمس المشاعر الإنسانية لمسة رفيقة عميقة، تتعلق بالنشأة الإنسانية . النشأة المجهولة في ظلام الغيب وظلام الأرحام، حيث لا علم للإنسان ولا قدرة ولا إدراك:

                                                                                                                                                                                                                                      هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء. لا إله إلا هو العزيز الحكيم ....

                                                                                                                                                                                                                                      هكذا يصوركم .. يمنحكم الصورة التي يشاء; ويمنحكم الخصائص المميزة لهذه الصورة. وهو وحده [ ص: 369 ] الذي يتولى التصوير، بمحض إرادته، ومطلق مشيئته: كيف يشاء .. لا إله إلا هو .. العزيز ..

                                                                                                                                                                                                                                      ذو القدرة والقوة على الصنع والتصوير الحكيم .. الذي يدبر الأمر بحكمته فيما يصور ويخلق بلا معقب ولا شريك.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي هذه اللمسة تجلية لشبهات النصارى في عيسى عليه السلام ونشأته ومولده. فالله هو الذي صور عيسى ..

                                                                                                                                                                                                                                      كيف يشاء .. لا أن عيسى هو الرب. أو هو الله. أو هو الابن. أو هو الأقنوم اللاهوتي الناسوتي. إلى آخر ما انتهت إليه التصورات المنحرفة الغامضة المجانبة لفكرة التوحيد الناصعة الواضحة اليسيرة التصور القريبة الإدراك!.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية