قوله تعالى: فاستبقوا الخيرات يدل على أن وذلك لا خلاف فيه في العبادات كلها، إلا في الصلاة في أول الوقت، فإن تقديم الواجبات [ ص: 82 ] أفضل من تأخيرها، يرى الأفضل تأخيرها، وهو أفضل من تقديمها وعموم الآية دليل عليه. وفيه دليل على أن أبا حنيفة أولى من الفطر. وقال تعالى في هذا الموضوع كرة أخرى: الصوم في السفر وأن احكم بينهم بما أنزل الله وذلك يجوز أن يكون تكرارا، ويجوز أن يكون واردا في قصة أخرى تحاكموا فيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ذكر في التفسير أن بني النضير وبني قريظة تحاكموا إليه في الدية، وكان بنو النضير أضعف وقريظة أشرف، وكانوا يجعلون دية القتيلين على التفاوت، لذلك قال: واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ، أي: لا يعدل عن الحكم الذي أنزل الله تعالى عليه، إلى ما يهوون من الأحكام إطماعا منهم في الدخول في الإسلام، وسياق الكلام إلى قوله: أفحكم الجاهلية يبغون فيه وجهان; أحدهما: أنه خطاب لليهود، لأنهم كانوا إذا وجب الحكم على ضعفائهم ألزموهم إياه، وأخذوهم به، وإذا توجه على أغنيائهم سامحوا، فقيل لهم: أفحكم الجاهلية يبغون .