ولما كان هذا الذي قالوه يدل على بما لا يقبل العلاج، أتبعه ما هو شر منه، وهو أنهم جزموا بأنه كلما أتاهم شيء في المستقبل قابلوه بالكفر فقال: سوء المزاج وجلافة الطباع وقالوا مهما هي مركبة من "ما" مرتين: الأولى الشرطية والثانية تأكيد. قلبت ألف الأولى هاء استثقالا، قيل: [مه] هي الصوت الذي يكون للكف وما الشرطية، أي: كف عنك ما أنت فيه. ثم استأنفوا "ما" تأتنا به أي: في أي: وقت وعلى أي حالة كان; ثم بينوا المأتي به بقولهم: من آية أي: علامة على صدقك، وهذا على زعمه، ولذلك عللوه بقولهم: لتسحرنا أي: لتخيل على عقولنا بها وتلفتنا عما نحن عليه إلى ما تريد فنحن نسميها سحرا وأنت تسميها آية; ثم أجابوا الشرط بقولهم: فما نحن أي: كلنا لك أي: خاصة بمؤمنين أي: من أن نكذبك.