ولما ذكر ما حباهم في القفار، أتبعه إنعامه عليهم عند الوصول إلى الدار فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=19703_19797_20011_30526_30538_32416_32419_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وإذ أي: اذكر لهم هذا ليصدقوك أو يصيروا في غاية الظلم كأصحاب السبت فيتوقعوا مثل عذابهم، واذكر لهم ما لم تكن حاضره ولا أخذته عنهم، وهو وقت إذ، [وعدل عن الإكرام بالخطاب ونون العظمة؛ لأن السياق للإسراع في الكفر فقال:]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161قيل لهم اسكنوا أي: ادخلوا مطمئنين على وجه الإقامة، [ولا يسمى ساكنا إلا بعد التوطن بخلاف الدخول، فإنه يكون بمجرد الولوج في الشيء على أي وجه كان]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161هذه القرية فهو دليل آخر على الأمرين: الصرف والصدق; وعبر هنا بالمجهول في
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161قيل إعراضا عن تلذيذهم بالخطاب إيذانا بأن هذا السياق للغضب عليهم بتساقطهم في الكفر وإعراضهم عن الشكر، من أي قائل كان وبأي صيغة ورد القول وعلى أي حالة كان، وإظهارا للعظمة حيث كانت أدنى إشارة منه كافية في سكناهم في البلاد واستقرارهم فيها قاهرين لأهلها الذين ملؤوا قلوبهم هيبة حتى قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها
ولما خلت نعمة الأكل في هذا السياق عما دعا إليه سياق البقرة
[ ص: 136 ] من التعقيب وهو الاستعطاف، ذكرت بالواو الدالة على مطلق الجمع، وهي لا تنافي تلك، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وكلوا منها أي: القرية
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161حيث شئتم وأسقط الرغد لذلك، وقدم:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وقولوا حطة ليكون أول قارع للسمع مما أمروا به من العبادة مشعرا بعظيم ما تحملوه من الآثام، إيذانا بما سيقت له هذه القصص في هذه السورة من المقام.
ولما أمروا بالحطة قولا، أمروا أن يشفعوها بفعل، لتحط عنهم ذنوبهم، ولا ينافي التقديم هنا التأخير في البقرة؛ لأن الواو لا ترتب، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وادخلوا الباب أي: باب بيت المقدس حال كونكم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161سجدا نغفر لكم
ولما كان السياق هنا لبيان إسراعهم في الكفر، ناسب ذلك جمع الكثرة في قوله: " خطاياكم " في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو ، وأما قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر : (خطيتكم) بالإفراد وقراءة غيرهما: (خطياتكم) جمع قلة فللإشارة إلى أنها قليل في جنب عفوه تعالى، وكذا بناء (تغفر) للمجهول تأنيثا وتذكيرا، كل ذلك ترجية لهم واستعطافا إلى التوبة، ولذلك ساق سبحانه ما بعده مساق السؤال لمن كأنه قال: هذا الرجاء قد حصل، فهل مع المغفرة من كرامة؟ فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161سنـزيد أي: بوعد لا خلف فيه عن قريب، وهو لا ينافي إثبات الواو في البقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161المحسنين أي: العريقين في هذا الوصف،
[ ص: 137 ] وللسياق الذي وصفت قيد قوله:
وَلَمَّا ذَكَرَ مَا حَبَاهُمْ فِي الْقِفَارِ، أَتْبَعَهُ إِنْعَامَهُ عَلَيْهِمْ عِنْدَ الْوُصُولِ إِلَى الدَّارِ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=19703_19797_20011_30526_30538_32416_32419_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وَإِذْ أَيِ: اذْكُرْ لَهُمْ هَذَا لِيُصَدِّقُوكَ أَوْ يَصِيرُوا فِي غَايَةِ الظُّلْمِ كَأَصْحَابِ السَّبْتِ فَيَتَوَقَّعُوا مِثْلَ عَذَابِهِمْ، وَاذْكُرْ لَهُمْ مَا لَمْ تَكُنْ حَاضِرَهُ وَلَا أَخَذْتَهُ عَنْهُمْ، وَهُوَ وَقْتَ إِذْ، [وَعَدَلَ عَنِ الْإِكْرَامِ بِالْخِطَابِ وَنُونِ الْعَظَمَةِ؛ لِأَنَّ السِّيَاقَ لِلْإِسْرَاعِ فِي الْكُفْرِ فَقَالَ:]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا أَيِ: ادْخُلُوا مُطْمَئِنِّينَ عَلَى وَجْهِ الْإِقَامَةِ، [وَلَا يُسَمَّى سَاكِنًا إِلَّا بَعْدَ التَّوَطُّنِ بِخِلَافِ الدُّخُولِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ بِمُجَرَّدِ الْوُلُوجِ فِي الشَّيْءِ عَلَى أَيِّ وَجْهٍ كَانَ]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَهُوَ دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى الْأَمْرَيْنِ: الصَّرْفِ وَالصِّدْقِ; وَعَبَّرَ هُنَا بِالْمَجْهُولِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161قِيلَ إِعْرَاضًا عَنْ تَلْذِيذِهِمْ بِالْخِطَابِ إِيذَانًا بِأَنَّ هَذَا السِّيَاقَ لِلْغَضَبِ عَلَيْهِمْ بِتَسَاقُطِهِمْ فِي الْكُفْرِ وَإِعْرَاضِهِمْ عَنِ الشُّكْرِ، مِنْ أَيِّ قَائِلٍ كَانَ وَبِأَيِّ صِيغَةٍ وَرَدَ الْقَوْلُ وَعَلَى أَيِّ حَالَةٍ كَانَ، وَإِظْهَارًا لِلْعَظَمَةِ حَيْثُ كَانَتْ أَدْنَى إِشَارَةٍ مِنْهُ كَافِيَةً فِي سُكْنَاهُمْ فِي الْبِلَادِ وَاسْتِقْرَارِهِمْ فِيهَا قَاهِرِينَ لِأَهْلِهَا الَّذِينَ مَلَؤُوا قُلُوبَهُمْ هَيْبَةً حَتَّى قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا
وَلَمَّا خَلَتْ نِعْمَةُ الْأَكْلِ فِي هَذَا السِّيَاقِ عَمَّا دَعَا إِلَيْهِ سِيَاقُ الْبَقَرَةِ
[ ص: 136 ] مِنَ التَّعْقِيبِ وَهُوَ الِاسْتِعْطَافُ، ذُكِرَتْ بِالْوَاوِ الدَّالَّةِ عَلَى مُطْلَقِ الْجَمْعِ، وَهِيَ لَا تُنَافِي تِلْكَ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وَكُلُوا مِنْهَا أَيِ: الْقَرْيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161حَيْثُ شِئْتُمْ وَأَسْقَطَ الرَّغَدَ لِذَلِكَ، وَقَدَّمَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وَقُولُوا حِطَّةٌ لِيَكُونَ أَوَّلَ قَارِعٍ لِلسَّمْعِ مِمَّا أُمِرُوا بِهِ مِنَ الْعِبَادَةِ مُشْعِرًا بِعَظِيمِ مَا تَحَمَّلُوهُ مِنَ الْآثَامِ، إِيذَانًا بِمَا سِيقَتْ لَهُ هَذِهِ الْقِصَصُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ الْمَقَامِ.
وَلَمَّا أُمِرُوا بِالْحِطَّةِ قَوْلًا، أُمِرُوا أَنْ يَشْفَعُوهَا بِفِعْلٍ، لِتُحَطَّ عَنْهُمْ ذُنُوبُهُمْ، وَلَا يُنَافِيَ التَّقْدِيمُ هُنَا التَّأْخِيرَ فِي الْبَقَرَةِ؛ لِأَنَّ الْوَاوَ لَا تُرَتِّبُ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161وَادْخُلُوا الْبَابَ أَيْ: بَابَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَالَ كَوْنِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ
وَلَمَّا كَانَ السِّيَاقُ هُنَا لِبَيَانِ إِسْرَاعِهِمْ فِي الْكُفْرِ، نَاسَبَ ذَلِكَ جَمْعُ الْكَثْرَةِ فِي قَوْلِهِ: " خَطَايَاكُمْ " فِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرٍو ، وَأَمَّا قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنِ عَامِرٍ : (خَطِيَّتَكُمْ) بِالْإِفْرَادِ وَقِرَاءَةُ غَيْرِهِمَا: (خَطِيَّاتِكُمْ) جَمْعَ قِلَّةٍ فَلِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهَا قَلِيلٌ فِي جَنْبِ عَفْوِهِ تَعَالَى، وَكَذَا بِنَاءُ (تُغْفَرْ) لِلْمَجْهُولِ تَأْنِيثًا وَتَذْكِيرًا، كُلُّ ذَلِكَ تَرْجِيَةً لَهُمْ وَاسْتِعْطَافًا إِلَى التَّوْبَةِ، وَلِذَلِكَ سَاقَ سُبْحَانَهُ مَا بَعْدَهُ مَسَاقَ السُّؤَالِ لِمَنْ كَأَنَّهُ قَالَ: هَذَا الرَّجَاءُ قَدْ حَصَلَ، فَهَلْ مَعَ الْمَغْفِرَةِ مِنْ كَرَامَةٍ؟ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161سَنَـزِيدُ أَيْ: بِوَعْدٍ لَا خُلْفَ فِيهِ عَنْ قَرِيبٍ، وَهُوَ لَا يُنَافِي إِثْبَاتَ الْوَاوِ فِي الْبَقَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=161الْمُحْسِنِينَ أَيِ: الْعَرِيقِينَ فِي هَذَا الْوَصْفِ،
[ ص: 137 ] وَلِلسِّيَاقِ الَّذِي وَصَفْتُ قَيَّدَ قَوْلَهُ: